نهى سبحانه وتعالى عن اتخاذ الكافرين أولياء، والاستعانة بهم في
الأمور ومن فعل ذلك من المؤمنين فليس من الله في شيء، والله بريء منهم وليسوا في
ولاية الله ورعايته، ثم استثنى منه مقام التقية
إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً والمعنى إلّا إن
يكون الكفار غالبين والمؤمنين مغلوبين، فيخافهم المؤمن إن لم يظهر موافقتهم ولم
يحسن العشرة معهم، فعندئذ يجوز أظهار مودتهم بلسانه ومداراتهم تقية منه ودفعا عن
نفسه من غير أن يعتقد، فالآية صريحة في جواز التقية في الدين عند الخوف على النفس
فهي جائزة في الأقوال كلها والأفعال ما عدا القتل والدماء وأفساد الدين.