أما في الوقت الحاضر فلا يزال النظام الربوي
هو أساس التعامل للنظم الاقتصادية المعاصرة. و هو مصدر الكثير من المشكلات الدولية
التي يعاني منها المجتمع الدولي، و انقسام العالم إلى دول غنية تحتكر الثروة العالمية
مع القدرة على السيطرة في مجال العلاقات الاقتصادية الدولية، و دول فقيرة تعاني من
عجز دائم في إمكاناتها المالية و الاقتصادية اللازمة للوفاء بمتطلبات شعوبها في
الحياة الكريمة.
و لا أعتقد أن هنالك من ينكر تحريم الربا من المسلمين، فهو معلوم
التحريم بالضرورة من الشرع كتابا و سنة و إجماعا، فمنكره منكر لا مر ثابت من الدين
بالضرورة و هو بذلك داخل في زمرة الكافرين. و لكن وقع الخلاف بين الفقهاء و
العلماء في المراد بالربا.
و تعريف الربا و المراد منه ليس بالأمر السهل، و على ذلك نحتاج اليوم
إلى بيانه لمعرفة ما يدخل من المعاملات المصرفية ضمن الربا فيكون محذورا، و ما لا
يدخل فيبقى على الحل الأصلي.
و لغرض تحديد موقف الإسلام من الربا، سنتكلم في ثلاثة مباحث مستقلة
تحديد معنى الربا، و بيان أنواعه، و الفائدة في منظور الفقه الإسلامي.
المبحث الأول: تعريف الربا:
الفرع الأول: الربا في اللغة و الاصطلاح:
الكلام عن حقيقة الربا يقتضي تحديد معناه في اللغة، ثمّ تحديد معناه
في الاصطلاح الشرعي:
أولًا: الربا لغةً:
ربا الشيء يربو ربوا و رباء: زاد و نما، فهو راب و افعل التفضيل
أربى. و أربيته: نميته. و في التنزيل العزيز [وَ
يُرْبِي الصَّدَقاتِ][1]