العشير والعدد وخذله الصاحب والولد، عصمنا اللّه من الذنوب
وحرّم علينا ويلات تلك الخطوب، إنّه ارحم الراحمين. فهذا مدفع الشبهة من هذه الجهة
واللّه الموّفق.
وأما الجهة الأخرى وهي أشد عقدة من الأولى واصعب مراساً، والذي يمكننا
أن نعتبره جوابا عنها هو نقلناه عن شارح"
المواقف" وحكيناه عن أمين السلام، وستعرف إنّ ما ذكراه لا يمكن التخلص به عن الشبهة بحذافيرها،
ولابّد من التماس مخرجاً غير ما ذكراه مما لا يكون من قبيل الفرض والتخمين، ولابدّ
في دحضها من الاستناد إلى تدليل لا يبتني على محض الفرض، ويكون مما تعضده
المحاكمات العقلية الفلسفية المبنية على القواعد العلمية، ويمكن أن يستفاض الجواب
الشافي من هذا الينبوع ويستنبط من ذلك المعدن الوّهاج وهو الكلمات اللماعة والزبر
المحكمة جماع الهدى ومستودع سرّ الغيب المرويّة عن مولانا أمير المؤمنين (ع)
في" نهج البلاغة" في خطبته المعروفة ب-
(الخطبة الغراء) وهي قوله (ع): (لا فترة مريحة ولا دعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موتة ناجزة ولا سنة
مسلية بين أطوار الموتات).