responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 81

لظى ونهشة الأفعى وكضّة الأرض والهواء، ومن حيث المعذب‌ إذا كان جماداً لا يتألم وهيكلًا لا يتأثر.

أما من حيث الجهة الأولى‌ فلا يمكننا أن نقود عقولنا ونسخر مداركنا بأنّ الأعمال الآخروية أعمال محدودة بالزمان والمكان والآلة، فإنّ الديمومة والخلود لا يمكن أن تحيط بهما الحدود والبطشة الملكوتية والكضة الجبروتية هما بطشة وكضة حقيقية إلّا أنهما تتلاشى دونهما الآلة وتمتلئ حتى تتمزق عنهما الحدود الزمانية والمكانية فإنهما من ودائع الغيب ومخزون القدرة الإلهية.

وإنّ من الحكمة الفائقة والعناية الرائقة أن لا نحصى في قوانا البشريّة الفانية قوّة نستجلي بها حقائق تلك الأسرار الرّبانية ولو كانت تلك القوّة فينا لكان نظام الخليقة مهدداً من قبلها وأصبح المجتمع البشري رهن الرهبة والخشية، والعمران صوامع في فلوات وزوايا في فجوات مذعورين خاشعين، أو لا يبقى الأمر إلى هذا الحد فيبتدع العالم ويخلق الإنسان وعندما يبتدع ويخلق يفنى ولا يوجد فيه إلا آدم وحواء ريثما يشعران فيقبران.

فما اهتدى إليه‌ أبو حامد في هذا الشأن مقبول لا تأباه العقول وإن كان الكلام الذي رويناه عنه، عَدّلنا تقسيمه واقتبسنا مخيضه إلّا أنّ آراءه كانت البذور والنطف.

ولعَلَّ تخصيصه تعالى تلك المؤلمات بالذكر، رمز إلى أن في العذاب تجتمع عليه كلتا الشدتين ويكدم بكارثتين الألم ورهبة المؤلم، وكفى بمشاهدة تلك الأهوال من دون أن يصل إليه نصبها عذابا وقد أسلمه‌

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست