responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 51

إثبات معاد النفوس بالعقل أما معاد الأبدان فلا سبيل إليه إلّا السمع وضلّت طوائف من الناس فأنكرت المعاد الجسماني.

أما المسلمون والنصارى واليهود فجلّهم مؤمنون بما جاءَتْ به رسلهم في أمر المعاد على مؤدى ظواهر الأخبار بلا كناية ولا تأويل وفيهم طائفة واقفة متحّيرة، وفيهم من اعتقد إنَّ ما جاءت به الرّسل أمثال مضروبة لتفهم المعاد الرّوحاني، واعتذروا للرّسل بأنهم خّيلوا الحقائق بأمثلة خيالية وإنّه لا يمكن خطاب الجمهور إلّا بهذا النحو من البيان.

وقد تاهت الأفكار في هذا الباب، وللفارابي‌[1] نفسه أقوال ثلاثة متضاربة ثالثها التفرقة بين النفس العالمة والجاهلة وإن الأولى تعود والثانية لا تعود، ونحن نعلم بالضرورة إن نبينا (ص) اخبر بمعاد الأبدان وإنّه على حدّ سائر ضروريّات الدّين الإسلامي، وللباطنية زعم غريب وهو إنّ الاعتقاديّات والعمليّات في الإسلام رموز


[1] قال ابن الطفيل في رسالة الحي بن يقظان وأما ما وصل إلينا من كتب أبي نصر فأكثرها في المنطق وما ورد منها في الفلسفة فهي كثيرة الشكوك فقد أثبت في كتاب" الملة الفاضلة" بقاء النفوس الشريرة بعد الموت في آلام لا نهاية لها بقاء لا نهاية له ثم صرح في" السياسة المدنية" بأنها منحلة وصائرة إلى العدم وإنه لا بقاء إلا للنفوس الكاملة ثم وصف في كتاب" الأخلاق" شيئاً من السعادة الإنسانية وأنها إنما تكون في هذه الحياة التي في هذه الدار ثم قال عقب ذلك كلاما هذا معناه، وكل ما يذكر غير هذا فهو هذيان وخرافات عجائز فهذا قد أيأس الخلق جميعاً من رحمة الله تعالى وصير الفاضل والشرير في رتبة واحدة إذ جعل مصير الكل إلى العدم وهذه زلة لا تقال وعثرة ليس بعدها جبر هذا مع ما صرح به من سوء معتقده في النبوة وإنها بزعمه للقوة الخيالية خاصة وتفصيلة الفلسفة عليها إلى أشياء ليس بنا حاجة لإيرادها.

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست