و ذكر البغوى فى الصحاح عنه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال:
انا دار الحكمة و عليّ بابها.[1] و روى عنه صلّى اللّه عليه و
آله انّه قال: اقضاكم عليّ عليه السّلام[2].
و اذا اردت بيان فضائله على التّفصيل و حصر عددها فقد طلبت محالا.
كما اذنت به الرّواية السّابقة، لكن نشير الى بعض منها، و ما احسن قول الشافعى فى
هذا الباب حيث قيل له: صف لنا عليّا عليه السّلام. فقال: (ما اقول فى رجل اخفت
اعداؤه مناقبه حسدا و اولياؤه خوفا، و ظهر من بين ذين و ذين ما به ملؤ الخافقين).[3]
و لقد اجاد ابن ابى الحديد المعتزلى قال: ما اقول فى رجل اقرّ له
اعداؤه بالفضل و لم يمكنهم جحود[4] مناقبه و
لا كتمان فضائله، و قد علمت انّه استولى بنو اميّة على سلطان الاسلام فى شرق الارض
و غربها، و اجتهدوا بكلّ حيلة ان يطفئوا نوره[5]
و التّحريف[6] عليه، و
وضع المعايب و المثالب له، و لعنوه على جميع المنابر، و توعّدوا مادحيه، بل حبسوهم
و قتلوهم، و منعوا رواية حديث تتضمّن له فضيلة او ترفع[7]
له ذكرا، حتّى منعوا ان يسمّى احد باسمه، فما زاده ذلك الّا رفعة و سموّاً كالمسك
كلّما ستر انتشر عرفه، و كلّما كتم تضوّع نشره، و كالشمس لا تستر بالرّاح، و كضوء
النّهار ان حجبت