و الواجب على اهل كلّ ملة معرفة نبيّها المبعوث إليها، لابلاغ
الاحكام و تعريف الحلال و الحرام، و انّه الواسطة بينهم و بين المعبود، و الموصل
لهم بطاعته الى غاية المقصود، لانّ تقريب النّاس ان الصّلاح و ابعادهم من الفساد
واجب على ربّ العباد.
و لا يمكن ذلك بتوجيه الخطاب من ربّ الأرباب بخلق الاصوات، لكثرة
الوجوه فيها و الاحتمالات، فلا يحصل لهم كمال الاطمينان لتجوّز انّها اصوات صدرت
من بعض الجانّ، و لا بارسال من لا يدخل تحت قسم الناس من الملائكة او الجنّ[1] و النّسناس، لانّ النّفوس لا تركن
إليه، و فعل المعاجز ربّما لا يحال عليه.
فالنّبى المبعوث إلينا و المفروض طاعته علينا، أعلى الأنبياء قدرا، و
أرفع الرّسل فى الملأ الأعلى ذكرا، الّذي بشّرت الرّسل بظهوره، و خلقت الأنوار
كلّها بعد نوره، علّة الايجاد، و حبيب ربّ