التوحيد بمعنى ان يعرف انّ اللّه تعالى واحد فى الربوبيّة، و لا شريك
له فى العبودية.
و يتبعها النظر فى الصفات من الثبوتيّات و السلبيّات. و يكفى فى هذا
المقام ما يغنى عن الخوض فى مباحث الكلام من امعان النظر فى الآثار و اختلاف الليل
و النهار، و نزول الامطار و جرى الانهار، و ركود البحار و حركة السماء، و اضطراب
الهواء، و تغيّر الاشياء، و اجابة الدعاء، و ما نزل على سالف الامم من البلاء، و
ايجاد الموجودات، و صنع المصنوعات، و تكوين الابدان، و تقضّى الزمان، و استقامة النظام،
و اصطكاك الغمام، و كفى بصنع الانسان فضلا عن ساير انواع الحيوان، دليلا قاطعا و
برهانا ساطعا، خلقه من تراب ثمّ اودعه الاصلاب نطفة ثمّ علقة ثم مضغة، ثمّ عظاما
ثمّ كسى العظام لحما، ثمّ اخرجه خلقا سويّا و خلق له لبنا صافيا و جعل له غذاء
وافيا