ما مُيّزَ الأنبياءُ الرّسلُ عنهُ سوى
هبوطُ وحَيّ أتَى من بارئ النّسمِ
لو أنّ في الأُمَمِ الماضِينَ مولدَهُ
لاختارهُ اللهُ مبعوثاً إلى الأُمَمِ
تحيّرت فكرتي فيما يليقُ به
وكُلُّ حبّاك نَظْمٌ فيه مُنتَظِمِ
أنّى يفي بعُلاهُ واصفٌ نَدِسٌ[1]
والعقلُ عن وصفِهِ فِيمَا يُليقُ عَمِي
كأنَّ في العَالمِ العلويّ نشأتهُ
أو كان ذا عصمةٍ حلّتْ بُمعتَصمِ
يا وحشةَ الدّينِ والدّنيَا لغيبتهِ
يَودّ أهلوهُما لو يُفتدى بهمِ
لوْلا التعللُ بالأمجاد عترتُهُ ال-
أطهارُ أهلُ الُهدى مستودعي الحكَمِ
لفَارقَتْنَا لعِظْم الرُزءِ أنفُسَنا
وأسرعتْ للْفَنَا شَوقاً إلى العَدمِ
كَم أنقَذُوا النّاسَ منْ ويلٍ ومنْ حربٍ
وأولو البرّ من بادٍ ومُكْتتَمِ
يقودُهُم للعُلى حامي الحقيقةِ مَنْ
جَلّتْ مزاياهُ أنْ يُحصَينَ بالقَلمِ
موسى بن جعفر قُلْ ما شِئْتَ من شرفٍ
واحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحَاً فيه واحتِكم
أبا المكارم صَبراً فهوَ أجمل بال-
حُرّ الكريم قضاءُ العزّ والكرّمِ
انْ روّعتْ منكَ قَلبَ الدينِ نائبةٌ
أودَتْ بحدِّ شَباها كلَّ مُصْطلمِ
لأَنْتَ أكرمُ مَنْ أن تُلفَ مضطَهَداً
مّما عَرى من وقوع الحادث العَممِ
وكيف تَخشَى صُروفَ الدّهر والملكُ ال ال وال
منصور أوْلاكَ وِدّاً غير مُنْصَرِمِ
تاجُ السّلاطينِ قُطبُ الديّن ناصرُه
ومُظهرُ العدلِ والإحسانِ والشيَمِ
الشاه زادَ الذي ذلّتْ لسطوَتهِ
شمّ العرانينَ منْ عُربٍ ومن عَجَمِ
المالكُ الأمُمِ ابنُ المالك الأممِ اب-
- نِ المالك الأممِ ابن المالكِ الأممِ
كمْ قُلتُ للدهرِ هَلْ أنجبتَ مثلَهُم
في المَكرُماتِ مجلّي قالَ لا ولَمِ هُم هُموا فَوقَ مَنْ تَحت السّما شرفا
ومثل أهليهِ بالإجلالِ والعِظَمِ
ما قيصرُ الروم أو سيفُ ابن ذي يزن
أو رستمٌ بمُضاهٍ أو أبو هَرَمِ
لو أنَّ كسرى أنو شروان شاهدهُ
أبدى التواضعَ منحّطاً إلى القَدمِ
خُذهَا محبّرةً تختالُ في مرحٍ
ما حامَ حولَ حِماها ناطقٌ بِفَمِ
سَمتْ بمدحكُم هَام السّما شرفاً
وسامتتْ فلكَ الأنوارِ لا الظُّلَمِ
فلا برحت بأهلِ الديّنِ في شغَفٍ
كَما بِكَ في الديّنِ في كهفٍ ومعتَصِمِ
[1] ندس: كثير الفهم.