responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 171

المقرّبين، وأظهر له الصفاء والإخلاص حتى اطمأن منه ووثق به، وكان عباس لا يفارق السلاح دقيقة واحدة على كثرة من يحرسه، وكان سلاحه الخنجر يشدّه في وسطه فقال له يوماً ذلك الخادم المخادع: أنت لا ينبغي أن تحمل السلاح إلَّا للزينة فيلزم أن تجعل على خنجرك قبضات وسلاسل من الفضة والذهب فإنّه لك أهيب، فجعل له ست قبضات، فصار يعسر استخراجه على السّرعة، ثم قال له بعد ذلك: لابد للرئيس من مترجم وأحسن منه أن تتعلم بنفسك العجميّة والتركية لتقضي مرادك مع حكام العصملّي‌[1] وخوانين العجم‌[2]، وهذا معلم لك فتعلم منه، ودلّاه على رجل قد تواعد معه على قتله وعلّمه الطريق، فجاء الرّجل، وقال: ينبغي أن تجعل لتعليمك مجلس خلوه لا يأتيه الناس كيلا يستخف بك أحد، فأجاب إلى ذلك وعيّن في الصحن حجرة خاصة يدخل هو والمعلّم فيها وذلك الخادم، فلمّا كان اليوم الثاني أو الثالث قتلوه في ذلك المجلس، فكان عباس كلما أراد أن يخرج خنجره من غمده لا يخرج لما التفّ عليه من السلاسل، فقطع الخادم رأسه وملأ من دمه طشتا وجاء به هو وأصحابه وأتوا بخيار وخبز وجعلوا يأكلون ويغمّسون الخيار والخبز بذلك الدم.

فلما قتل جاءت الملالي إلى بيت الشيخ واعتذروا من إساءتهم وعاهدوهم أن لا يعودوا في مكرهم ولا يثيروا فتنة، فعفت المشايخ عنهم وأرجعوا إليهم حكومة النجف، فاستمرت بيدهم إلى ملا يوسف‌[3]، ثم تغيرت الأمور حتى صاروا

عبرة في الأرض، فسبحان الله المعمر المدمّر، وله الحمد أولًا وأخراً.

هذا مجمل ما حدثنا به أدام الله بقاه من أمر هاتين الفرقتين، وقد ذكر لنا في بعض المجالس ابتداءهم وتفصيل وقائعهم، وما قتل منهم من الخلائق إلى اليوم، وقد ذكرنا لك هنا موضع الحاجة منها، ولخروج الباقي عن مقصد الرسالة أعرضنا عنه.


[1] كلمة محرّفة عن عثمانلي والمراد به العثمانيين.

[2] جمع خان وهم شيوخ العجم.

[3] مُلا يوسف بن مُلا سليمان توفي سنة( 1270 ه-). أصبح حاكما على النجف، ولما قويت شوكته واستتب له الأمر تنكّر للزقرت، واعتقل عدداً من رؤسائهم بخديعة، ثم ذبحهم ذبحاً في سرداب داره. إلَّا أنّ الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء تمكن من عزله عن منصبه في حدود سنة( 1255 ه-) بتوسطه لدى والي بغداد علي رضا اللاز، وعين السيد رضا الرُفيعي لرئاسة( السدانة)، ومفاتيح الخزانة العلوية. وقد قُتل السيد رضا الرفيعي سنة( 1258 ه-).

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست