responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 159

وَمَا أَشْكُو تَلوّنَ أَهْلَ دَهْرِي‌

ولَوْ أجْدَتْ شَكيتَهُم شَكوْتُ‌

مَللْتُ عِتابَهُم وَيئسْتُ مِنْهُم‌

فَمَا أرْجُوهُم فِيمَنْ رَجوْتُ‌

إذَا أَدْمَتْ قوارضُهُم فُؤادِي‌

كَظمْتُ على أذاهُم وانطَويْتُ‌

ورُحتُ عليهم طلقَ المحيّا

كأنّي ما سَمِعتُ ولا رَأيْتُ‌

ويَومَ الحَشْرِ مَوقفُنا ونبْدو

صَحِيفَةُ ما جَنَوهُ وما جَنِيْتُ‌

ولما ألقتني مراحل الأقلام في هذا المقام، أعثرني التوفيق على لؤلؤة مكنونة، وجوهرة مخزونة، كانت مطروحة في زوايا الخمول، على أنّها مما يبهر العقول، وهي رسالة لشيخنا الأكبر، وعلامة الدّهر، وآيته العظمى الشيخ جعفر أفاض الله رَوحَه على رُوحِه، وأعلى على الضراح شامخ ضريحه، في ردّ الوهابية، وهي بديعة في مقامها غاية الإبداع، وقد سلك فيها مسلكا لطيفا، وعمل بقوله تعالى فيما أمر نبيه موسى (عليه السلام) مع عدوّه حيث قال له: ( (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيَّنا لعَلَّه يتَذَكَّرُ أوْ يخشْى))[1]، فإنّ الشيخ سلك مسلك اللين والانعطاف، وتطلب الإنصاف، وتجنّب العنف والاعتساف، لما فيه من جذب القلوب إلى الحق، واستجلا بها باللين والصّدق، حيث أنّه يقول مخاطبا الشيخ عبدالعزيز بن سعود: يا أخي في أواخر الفصول وجعل نفسه من طلبة أهل بغداد مكنّيا بذلك عن كونه من أهل السنة والجماعة ليتوصّل إلى الغرض شيئاً فشيئا، ويرتقي من مرتبة إلى أخرى على أنّه ليس قصده إلَّا أن يقلع الوهابي عما هو عليه من تكفير سائر المسلمين شيعة وسنة، ولو على أن يكون هو منهم، فإنّهم لا يرون وجوب قتال من يشهد الشهادتين، وهو يرى وجوب قتال من خالف طريقته ولو بيسير، ولهذا كان أمره على المسلمين عسير، وحيث كان الوهابي لا يعتمد إلَّا


[1] سورة طه: 44.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست