responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 138

نعم تالله صدق الرّجل، ولكن مشاركته مع هؤلاء ليست بالذّل بل بفساد العقيدة مع ذلك، والقول بالتناسخ والحلول، وما أشبه هذه المسالك، والنّاقد البصير، يعرف أنّ الرّجل قد بلغ في الذل المبلغ الخطير، حتى صار يعبر عن حاله بهذا التعبير، ولو ذكرت لك كيفية تشريد الشيخ لهذا الملعون، وتشتيت شمله ونفيه كل يوم عن العتبات لعذرت الرّجل بما قال في حق الشيخ إذ ليس له ما يدرك به الثأر منه والذحول‌[1]، إلَّا التشنيع فيما يقول.

فمَا هُو إلّا كالعُقَابِ سَلاحُها

إِذا صَرّتِ الهَيْجَاءُ ناباً سُلاحُها

ولما رجع الشيخ من خراسان إلى طهران نقلت له كلمات الرّجل ومطاعنه في العلماء، وانحياز فرقة إليه من الأشقياء، الذين استغواهم بزبرج لسانه، وسحره وبهتانه، وكان من تقنيعاته لهم أنّ الحق لم يزل مخذولا، وما برح قليلا، زاعماً أنّ الحق معه لأنّه يختفي هو وصحبه عن السلطان وأمنائه، ويكتم في الأوّل أمره عنهم.

وأمّا الشيخ فكان كلما نقل إليه شي‌ء من أقواله أخذ يرده في مكانه، ويبين وجوه بطلانه لئلا ترتد به الناس، وكان أغلب كلام الشيخ العادي مقفى ومسجع لبلاغته وقوّته، فكانت طلبة طهران تحفظ كلامه في مقام ردّه على ذلك الملعون لحسن أسلوبه، فلعل أحدهم أو كلهم انتصروا للدين فجمعوا ما سمعوا من لسانه الشريف في رسالة ونسبوها إليه، ولا ينافي هذا أنّ مساقها بيان فضائح الرجل عند فتح علي شاه كما لايخفى، ويكون هذا طريق جمع بين ما نقول من عدم كونها له، وبين ما قيل، ووقع في أثناء أمر المباهلة، واستمر الحال على هذه المشاجرة، والتخاصم حتى وقعت قضية اشبوختر السابقة، فنفي الرّجل إلى العراق، وأعتقد برأيه أن ذلك بواسطة إخلاص الوزير له.


[1] الذّحول: العداوة والحقد.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست