أن رسول الله (ص) قال في خطبة الوداع المشهورة: (أيها الناس
إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، وإن الله حرم الغيبة
كما حرم المال والدم)[1].
وهنالك ثلاثة إتجاهات في
مشروعية النصيحة بالغيبة:
الإتجاه الأول: ترجيح
ملاك النصيحة على ملاك الغيبة
ينبغي بيان بعض الأمور:
الأمر الأول: النسبة
بين أدلة الغيبة وأدلة النصيحة
إن النسبة بين أدلة
النصيحة وأدلة الغيبة عموم من وجه، وذلك لاجتماع الغيبة والنصيحة في مورد يكون
النصح بالغيبة كما لو أراد شخص التزويج بإمرأة معلومة وفيها عيب مستور فنصح بذلك
أو استشارة في مصاحبة رجل في السفر أو التجارة أو المجالسة وهو يعلم أنه خائن وسيئ
الخلق وشارب الخمر مرتكب الفجور وآكل أموال الناس بالظلم والعدوان، أو استشارة في
التلمذة عند شخص وهو يعلم أنه سيء العقيدة أو سيئ العمل، كان النصح في الموارد
المذكورة يتوقف على الغيبة. وتفرق