و لا زاجر مزدجر لعن اللّه الآمرين بالمعروف
التاركين له الناهين عن المنكر العاملين به[1].
هذه أمهات العبادات عند الإمامية طبق الشريعة الإسلامية اكتفينا منها
بالإشارة و العنوان و تفاصيلها على عدة مؤلفات أصحابنا من الصدر الأول إلى اليوم
الموجود في هذا العصر فضلا عن المفقود ينوف على مئات الألوف.
[1] و للّه دين الإسلام ما أوسعه و أجمعه لقوانين
السياسة الدينية و المدنية و أسباب الرقي و السعادة، و لما جعل الشارع الأحكام و
وضع الحدود و القيود للبشر و الأوامر و النواهي بمنزلة القوة التشريعية احتاج ذلك
إلى قوة تنفيذية فجعل التنفيذ على المسلمين جميعا حيث أوجب على كل مسلم( الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر) ليكون كل واحد قوة تنفيذية لتلك الأحكام فكلكم راع و
كلكم مسئول، و الجميع مسيطر على الجميع فإذا لم تنجع هذه القوة و لم يحصل الغرض
منها يحمل الناس على الخير و كفهم عن الشر فهناك ولاية ولي الأمر و الراعي العام و
المسئول المطلق و هو الإمام أو السلطان المنصوب لإقامة الحدود على المجرمين و حفظ
ثغور المسلمين و في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و العمل به من الفوائد
و الثمرات و عظيم الآثار ما يضيق عنه نطاق البيان في هذا المقام و لكن هل تجد مثل
هذه السياسة في دين من الأديان؟
و هل تجد أعظم و أدق من هذه الفلسفة
أن يكون كل إنسان رقيبا على الآخر و مهيمنا عليه؟ و على كل واحد واجبات ثلاثة: أن
يتعلم و يعمل، و أن يعلم، و أن يبعث غيره على العلم و العمل، فتأمل و أعجب بعظمة
هذا الدين و أعظم من ذلك و أعجب من حالة أهليه اليوم، فلا حول و لا قوة إلّا
باللّه