لما حبس قلمي و لوي عناني و أجج لوعتي و
أهاج أحزاني و سلبني حتى حرية القول و نفثة المصدر و بثة المجمور.
فدع
عنك نهبا صيح في حجراته
و
لكن حديث ما، حديث الرواحل
حديث «الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر»
الذي هو من أهم الواجبات شرعا و عقلا و هو أساس من أسس دين الإسلام،
و هو من أفضل العبادات، و أنبل الطاعات و هو باب من أبواب الجهاد، و الدعوة إلى
الحق، و الدعاية إلى الهدى، و مقاومة الضلال و الباطل، و الذي ما تركه قوم إلّا و
ضربهم اللّه بالذل و ألبسهم لباس البؤس و جعلهم فريسة لكل غاشم و طعمة كل ظالم، و
قد ورد من صاحب الشريعة الإسلامية و أئمتنا المعصومين صلوات اللّه عليهم في البحث
عليه و التحذير من تركه و بيان المفاسد و المضار في إهماله ما يقصم الظهور و يقطع
الأعناق و المحاذير التي أنذر و نابها عند التواكل و التخاذل في شأن هذا الواجب قد
أصبحنا نراها عيانا و لا نحتاج عليها دليلا و لا برهانا، و يا ليت الآمر وقف عند
ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لا يتجاوزه إلى أن يصير المنكر معروفا و
المعروف منكرا و يصير الآمر بالمعروف تاركا له و الناهي عن المنكر عاملا به، فإنا
للّه و إنا إليه راجعون ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ
الْبَحْرِ فلا منكر مغير