بل الحج جهاد معنوي و الجهاد حج حقيقي.
بإمعان النظر فيهما يعلم وجه الوحدة بينهما و بعد توفر الشرائط العامة في الإنسان
كالبلوغ، و العقل، و الحرية، و خاصة كالاستطاعة بوجدان الزاد و الراحلة و صحة
البدن، و أمن الطريق، يجب الحج في العمر مرة واحدة فورا، و هو ثلاثة أنواع:
(إفراد) و هو المشار إليه بقوله تعالى: وَ لِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ و (قران) و هو المراد بقوله
تعالى: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ
و (تمتع) و هو المعنى بقوله جلّ و علا فَمَنْ تَمَتَّعَ
بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ. و لكل واحد منها مباحث و
فيرة، و أحكام كثيرة، موكولة إلى محالها من الكتب المطوّلة، و قد سيرت عدّة مؤلفات
في الحج لعلماء السنة فوجدتها موافقة في الغالب لأكثر ما في كتب الإمامية لا تختلف
عنها إلّا في الشاذ النادر، و التزام الشيعة بالحج لا يزال في غاية الشدّة و كان
يحج منهم كل سنة مئات الألوف مع ما كانوا يلاقونه من المهالك و الأخطار من أناس
يستحلون أموالهم و دماءهم و أعراضهم و لم يكن شيء من ذلك يقعد بهم عن القيام بذلك
الواجب و المبادرة إليه و بذلك المال و النفس في سبيله و هم مع ذلك كله «و يا
للأسف» يريدون هدم الإسلام؟!.
الجهاد
و هو حجر الزاوية من بناء هيكل الإسلام و عموده الذي قامت عليه
سرادقه، و اتسعت مناطقه، و امتدت طرائفه و لو لا الجهاد لما كان الإسلام رحمة للعالمين
و بركة على الخلق أجمعين.