و الأصل فيه قوله تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى إلى آخرها و الخمس عندنا حق
فرضه اللّه لآل محمد صلوات اللّه عليه و عليهم عوض الصدقة التي حرّمها عليهم من
زكاة الأموال و الأبدان و يقسّم ستة سهام ثلاثة للّه و لرسوله و لذي القربى، و هذه
السهام يجب دفعها إلى الإمام إن كان ظاهرا، و إلى نائبه و (هو المجتهد العادل) إن
كان غائبا، يدفع إلى نائبه في حفظ الشريعة و سدانة الملة. و يصرفه على مهمات
الدين، و مساعدة الضعفاء و المساكين، لا كما قال محمود الآلوسي في تفسيره مستهزئا
(ينبغي أن توضع هذه السهام في مثل هذه الأيام في السرداب) مشيرا إلى ما يرمون به
الشيعة من أن الإمام غاب فيه، و قد أوضحنا غير مرة أن من الأغلاط الشائعة عند
القوم من سلفهم إلى خلفهم و إلى اليوم زعمهم أن الشيعة يعتقدون غيبة الإمام في
السرداب مع أن السرداب لا علاقة له بغيبة الإمام أصلا و إنما تزوره الشيعة و تؤدي
بعض المراسم العبادية فيه لأنه موضع تهجد الإمام و آبائه العسكريين و محل قيامهم
في الأسحار لعبادة الحق جل شأنه.
أما الثلاثة الأخرى فهو حق المحاويج و الفقراء من بني هاشم عوض ما
حرّم عليهم من الزكاة، هذا حكم الخمس عند الإمامية من زمن النبي إلى اليوم و لكن
القوم بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم منعوا الخمس عن بني هاشم و
أضافوا إلى بيت