responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 82

و لن تحصوا» أى لن تطيقوا كل الاستقامة، و المعنى من أطاق رعاية حرمة هذه الأسماء أدخل الجنة و المراد من رعاية هذه الأسماء ما قال عليه الصلاة و السلام فى سؤال جبرائيل عليه السلام عن الإحسان فقال «أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فاذا قال العبد الرحمن الرحيم علم أنه لا يجد الرحمة إلا منه، و إذا قال الملك علم أن كل الممكنات ملكه، ثم إنه يعامل ربه كما يعامل العبد الذليل الملك العزيز، و إذا قال الرزاق علم أنه سبحانه و تعالى هو المتكفل برزقه فيثق بوعده كما يثق بوعد الملك المجازى، و إذا قال المنتقم يستشعر الخوف من نقمته، و على هذا سائر الأسماء، و الفرق بين هذا الوجه و بين الوجه الثانى أن فى الوجه الثانى المعتبر حصول العلم بمعنى تلك الصفة، و فى الوجه الثالث المعتبر هو الإتيان بالعبودية على وجه يليق بمعرفة هذه الصفات.

الوجه الرابع: أنا إذا أخذنا هذا الحديث على الوجه المروى فى الصحيح و هى الرواية العارية عن تفصيل تلك الأسماء كان المراد بقوله من أحصاها أى من طلبها فى القرآن و فى جملة الأحاديث الصحيحة و فى دلائل العقل حتى يلتقط منها تلك الأسماء التسعة و التسعين، و معلوم أن ذلك مما لا يمكن تحصيله إلا بعد تحصيل علوم الأصول و الفروع حتى يقدر على التقاط هذه الأسماء من كتاب اللّه و سنة رسوله صلى اللّه عليه و سلم، و معلوم أن من حصل هذه العلوم و اجتهد حتى بلغ درجة يمكنه معها التقاط هذه الأسماء من كتاب اللّه تعالى و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام فقد بلغ الغاية القصوى فى العبودية.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست