responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 81

الجواب: أن كثيرا من العلماء سلموا أن هذه الرواية المشتملة على ذكر الأسماء ليست فى غاية القوة، إلا أن هذه الأسماء و الصفات لما كان أكثرها مما نطق به القرآن و الأحاديث الصحيحة و دل العقل على ثبوت مدلولاتها بأسرها فى حق اللّه تعالى كان الأولى قبول هذا الخبر. و أما رعاية الترتيب فقد ذكرنا أن للّه تعالى فى أمثال هذه الأمور حكما خفية لا اطلاع لنا عليها فوجب التسليم و التصديق.

السؤال السادس: هو ما معنى الإحصاء فى قوله «من أحصاها».

و الجواب: أن هذا لفظ يحتمل أربعة أوجه. أحدها: أن الإحصاء هنا بمعنى العد يريد أنه يعدها فيدعو ربه بها لقوله سبحانه و تعالى‌ «أَحْصى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عَدَداً» «1» و اعترض أبو زيد البلخى على هذا الوجه فقال: إن اللّه سبحانه و تعالى جعل استحقاق الجنة مشروطا ببذل النفس و المال قال‌ «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» «2» و قال فى آية أخرى‌ «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا» «3» فالجنة لا تستحق إلا ببذل النفس و المال، فكيف يجوز الفوز بها بسبب إحصاء ألفاظ يعدها الإنسان عدا فى أقل زمان و أقصر مدة؟!

الوجه الثانى: أن يحمل لفظ الإحصاء على الإحصاء باللسان مقرونا بالإحصاء بالعقل فإذا وصف العبد ربه بأنه الملك استحضر فى عقله أقسام ملك اللّه تعالى و ملكوته و إذا قال القدوس استحضر فى عقلة كونه مقدسا فى ذاته و صفاته و أفعاله و أحكامه و أسمائه عن كل ما لا ينبغى، و على هذا فقس إحصاء سائر الأسماء.

الوجه الثالث فى تفسير الإحصاء: أن يكون بمعنى الطاقة قال تعالى‌ «عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ» «4» أى لن تطبقوه، و قال عليه الصلاة و السلام «استقيموا

______________________________
(1) جزء من الآية 27 من سورة الجن.

(2) جزء من الآية 111 من سورة التوبة.

(3) الآية 107 من سورة الكهف.

(4) جزء من الآية 20 من سورة المزمل.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست