responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 364

و قالت المعتزلة: كما أن الإرادة صفة من صفات اللّه تعالى، فكذا الكراهة صفة أخرى. لنا أن المعقول من الكراهة صفة تقتضى ترجيح العدم على الوجود بمعنى أنه لو وجد، لترتب الذم فى الدنيا، و العقاب فى الآخرة، و الإرادة كافية فى كل ذلك، فلا حاجة إلى إثبات صفة أخرى.

قالت المعتزلة: الإرادة لا تعلق لها إلا بالحدوث، و البقاء على العدم، ليس فيه حدوث فلا يمكن تعلق الإرادة به.

و جوابنا: أن العاقل قد يقول لغيره، أربد أن لا تفعل كذا و كذا، و ذلك يبطل قولهم، فلنذكر الآن ألفاظا قريبة من الإرادة مما لا يجوز ذكرها فى حق اللّه تعالى.

فاللفظ الأول التمنى.

و أجمعوا على أنه لا يجوز إطلاقه فى حقه تعالى، لما أنه يوهم العجز، و التمنى عندنا عبارة عن إرادة ما علم أنه لا يكون، أو يغلب على ظنه أن يكون، أو يكون شاكا فى أنه يكون.

و قالت المعتزلة: التمنى لا يقع إلا فى القول، و هو قول القائل ليتنى فعلت كذا، و هذا القول ضعيف و يدل على ضعفه وجوه.

الأول: أن قول القائل: ليتنى فعلت كذا، أنا لو قدرنا أنهم ما وضعوا هذه الكلمة لمعنى من المعانى، بل كانت من قبيل الألفاظ المهملة، و لم يقل أحد بأن هذا تمن، فعلمنا إن كان تمنيا لأنه مفيد معنى التمنى، و ليس هاهنا معنى يدل هذا اللفظ عليه إلا الإرادة التى ذكرناها.

و الثانى: الفقير، إذا قال أريد أن أكون ملكا فى الدنيا، فكل أحد يقول: إن فلانا تمنى الملك، فعلمنا أن التمنى ما ذكرناه.

الثالث: الأخرس قد يسمى متمنيا، و إن كان لا قول له.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست