responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 255

الشكر أكمل و أتم، و لا شك أنه سبحانه و تعالى هو الّذي يجازى العمل القليل بالثواب العظيم، ألا ترى أنه يعطى بالعمل فى أيام معدودة نعما فى الآخرة غير محدودة بل الإنسان إذا بقى على الكفر سبعين سنة ثم أسلم، و فى الحال مات فإنه سبحانه و تعالى يعطيه الجنة أبدا سرمدا، و أيضا إن العبد يأتى بطاعات مخلوطة بالرياء، و الرب يعطيه الثواب الخالص عن الكدورة و الجفاء، و أيضا العبد عواد إلى الذنوب، و الرب عواد إلى المغفرة و الرحمة، فثبت أن الزيادة فى المجازاة على هذا الوجه لا يقدر عليها إلا اللّه، فوجب أن يقال لا شكور فى الحقيقة إلا اللّه.

و أما إن كان الشكر فى حق العبد مفسرا بالثناء على المشكور، فالرب سبحانه و تعالى إذا أثنى على عبده فقد شكره، و هو يقول: «الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ» «1» الآية و يقول‌ «وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ» «2» الآية.

و نعم ما قال الغزالى: إن كان الّذي أخذ فأثنى شكورا فالذى أعطى و أثنى أولى أن يكون شكورا.

و من الناس من قال: إنه تعالى يجازى عن الشكر فسمى جزاء الشكر شكرا؛ لأنه حصل مقابلته، كما سمى جزاء السيئة سيئة، قال تعالى: «وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها» «3».

المسألة الثانية حظ العبد منه: أن العبد إما أن يشكر الخالق، أو مخلوقا آخر، أما شكرك الخالق فكماله غير مقدور للعبد، و بيانه من وجوه:

الأول: أن شكر النعمة مشروط بمعرفة تلك النعمة، و معرفة نعم اللّه تعالى‌

______________________________
(1) جزء من الآية 17 من سورة آل عمران.

(2) جزء من الآية 35 من سورة الأحزاب.

(3) جزء من الآية 40 من سورة الشورى.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست