responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 180

المسألة السابعة: المحدثات فى ملكه تعالى كالعدم، اعلم أنا بينا بالبرهان القاطع أنه سبحانه و تعالى ملك جميع الموجودات، فالاستقصاء فى شرح ملكه يقتضي شرح جميع الموجودات، بل شرح جميع الموجودات كالذرة الصغيرة فى ملكه؛ لأنه قادر على ما لا نهاية له من المقدورات، و جميع الموجودات من الممكنات متناه، و المتناهى لا نسبة له إلى غير المتناهى، فثبت أن جميع المحدثات بالنسبة إلى ملكه، و ملكه كالعدم. ثم من الّذي يمكنه شرح أحوال جميع المحدثات، بل من الّذي يمكنه أن يعرف آثار ملك اللّه تعالى فى تخليق جناح بعوضة، إلا أنه سبحانه و تعالى ذكر من معاقد ملكه خمسة أنواع فى قوله: «قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ» «1».

فأولها: إبقاء الملك و نزعه، و هذا يدخل فيه ملك الدين، و ملك الدنيا، أما ملك الدين فإنه تعالى يهدى قوما و يضل قوما، كما قال تعالى: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً» «2».

و أما ملك الدنيا فهو قوله: «وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ» «3» و المعنى أنه جعل البعض خادما، و البعض مخدوما فكأنه قيل إلهنا ما الحكمة فى هذا التفاوت فقال‌ «لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ» «4» فقيل.

إن من كان متمردا فكيف حاله فقال: «إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ» «5» ثم قيل، و إن كان مطيعا فكيف صفته فقال‌ «وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ» فى الدنيا «رَحِيمٌ» فى العقبى.

______________________________
(1) جزء من الآية 26 من سورة آل عمران.

(2) جزء من الآية 26 من سورة البقرة.

(3) جزء من الآية 165 من سورة الأنعام.

(4) جزء من الآية 165 من سورة الأنعام.

(5) جزء من الآية 165 من سورة الأنعام.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست