و
أمّا الرواية التي توهم دلالتها على ذمّه فقد تقدّم في «محمّد بن مروان» فراجع، و
تأمّل فيها كي يظهر لك الحال و عدم معارضتها لما تقدّم.
[747]
معلّى بن خنيس مولى أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه
روى
الكشّيّ في حقّه روايات مادحة أزيد من خمسة. في ثلاثة منها شهد الصادق عليه السلام
بعد قتله و حلف أنّه من أهل الجنّة.[3]
و
زاد المامقانيّ على ذلك روايات اخر في مدحه، و أجاب عمّا زعم دلالته على الذمّ
بأحسن وجه، ثمّ قال- و نعم ما قال-: فتحصّل من ذلك كلّه أنّ معلّى بن خنيس ثقة
جليل صحيح الرواية، من أهل أسرار الصادق عليه السلام وفاقا لجماعة ذكرهم ....[4]
و
نقل هو و صاحب الوسائل و العلّامة عن الشيخ في كتاب الغيبة أنّه كان من قوّام أبي
عبد اللّه عليه السلام محمودا عنده، و مضى على منهاجه.[5]
أقول:
و ذلك واضح ممّا ورد من الروايات في حقّه. بل يستفاد ذلك أيضا ممّا توهم دلالته
على الذمّ. و تقدّم في «عقبة» مدحه أيضا.
و
لقد أجاد فيما فصّل و أكثر و أفاد المحدّث العلّامة النوريّ و نقل الروايات
المادحة تبلغ عشرين دالّات على مدحه و جلالته.
و
قال بعد خمس عشرة منها: تحصّل من جميعها- و فيها الصحاح و غيرها- أنّه من أولياء
اللّه [كما في الرواية الصحيحة التي نقلها من الكافي عن الصادق عليه السلام] و
أنّه من أهل الجنّة [كما في ثلاث روايات] و أنّه كان يحبّه. و أنّه كان وكيله و
قيّمه على نفقات عياله.
و
أنّه كان قويّ الإيمان، ثابت الولاية، مؤثرا نفسه على نفوس إخوانه.