و قد ذكر موصوفا بالوصفين في
بعض نسخ رجال الشيخ هكذا: محمد ابن أبي عمير البزّاز بيّاع السابري، يروي عنه
الحسن بن محمد بن سماعة. و يؤكّد صحّته ما في رجال ابن داوود (باتّفاق ما رأيته من
النسختين المطبوعتين و النسختين المخطوطتين في النجف): محمد ابن أبي عمير البزّاز
بيّاع السابري ق- ضا، جخ.
و
ظاهره أنّه مع الوصفين معدود في أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ، و قد
صرّح ابن داوود في مواضع من رجاله: أنّ نسخته من الرجال كانت بخطّ الشيخ نفسه، و
أمّا حذف الذيل و هو: يروي عنه الحسن بن محمد بن سماعة فيمكن أن يكون من جهة
الاختصار أو عدم دخله فيما كان محطّ نظره، و هو تعريف الرجال بأظهر أوصافه في
الجملة.
و
المنقول من رجال الشيخ في نسخة الوسيط و القهبائي و إن كان: محمد ابن أبي عمر
(مكبّرا) و في نسخة التفريشي: محمد ابن أبي عمرو، لكنّ النسخ هذه غير معتمدة؛
لاضطراب الأقلام فيها في هذا المقام. و النسخة المطبوعة من الرجال في النجف تشهد
أيضا بذلك، و قد حقّق المعلق عليها: أنّ في بعض النسخ: محمد ابن أبي عمير (مصغّرا)
فراجعها.
إذا
الاعتماد هنا على ما هو المطابق لنسخة ابن داوود.
و
ثانيا: أنّ أسانيد هذه الأخبار الثلاثة ضعيفة.
أمّا
الخبر الأول فبمحمد بن نعيم الصحّاف؛ لأنّه لم يوثّق، مضافا الى أنّ العبد الصالح
لم يرد في نصّ- و لو غير معتبر- أنّه لم يرد به غير الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام،
و إنّما جعل هذا لقبا خاصّا له عليه السلام، اصطلاحا بمناسبات الراوي و عصره و
سائر الملابسات الروائية، و إلّا فالأئمّة عليهم السلام كلّهم عباد اللّه
الصالحين.
فقد
ورد في صحيح زرارة قول أبي جعفر عليه السلام: إنّ أبي عليّ بن الحسين كان عبدا
صالحا[1]، فبناء
عليه و بملاحظة ورود العبد الصالح في هذا الخبر في نسخة التهذيب
[1] . اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشّي: رقم
الحديث 541.