وقفهم كما ذكرت كتب الفرق كالشهرستاني في
كتاب الملل والنحل وغيره، وكما في بعض الروايات هو الاستيلاء على الأموال الضخمة
الراجعة للإمام الكاظم (ع) وهي بين أيديهم، فكان عند علي بن أبي حمزة البطائني
ثلاثون ألف دينار، وعند زياد بن مروان القندي سبعون ألفا، وهكذا، حتى أنه قد ورد
في بعض الروايات أنه ما من أحد من قوّام الكاظم (ع) إلا وكان عنده مالا كثيرا.
ولذا حكم فقهاؤنا ومؤرخونا بانها حركة
انحرافية، خصوصا بعدما وردت فيهم روايات ذمّ وانهم معاندون للحق وانهم حمير
الشيعة، وانهم أشباه الحمير، وانهم كفار مشركون زنادقة، وفي وسائل الشيعة للحر
العاملي [1]:
الواقفة كانوا يعرفون بين الشيعة بالمممطورة، أي الكلاب التي أصابها المطر لشدة
اجتنابهم لهم، ذكره بعض علمائنا.
ولكن، هل هي حركة انحرافية؟ وهل هم
منحرفون؟
بعد التأمل، أحتمل أن لا يكونوا كذلك،
بل حركة الواقفة حركة أمنيّة، هدفها حفظ نفس الإمام الرضا (ع)، وذلك لأن السلطة
العباسية الجائرة كانت بالمرصاد لخليفة الكاظم (ع) لتقضي عليه خوفا منه على العرش،
فإذا رأت أصحاب الرضا (ع) قد انفضوا عنه، بحيث يتوهم هؤلاء المتسلطون الجبابرة انه
لم يَعُد يشكل خطرا على سلطانهم تركوه لأن أنصاره قد تركوه ظاهرا، وعند
[1]
وسائل
الشيعة، الحر العاملي، ج4، ح3، ص 913.(الاسلامية)