"ولم
اضمن اني استوفى ذلك إلى آخره، فان تصانيف أصحابنا وأصولهم لا تكاد تضبط لانتشار
أصحابنا في البلدان".[1]
- ترحّم
أحد الأعلام:
استدل
بأن الترحم عناية بالمترحم عليه، فيكشف ذلك عن حسنه.
والجواب: الترحم هو طلب الرحمة، فيكون دليلاً على كون المترحم عليه موضوعاً
لجواز الترحم، وهذا شيء حسن، لكنه لا يدل على التوثيق.
ألم يأمرنا الله عز وجل بالترحم على والدينا حيث يقول: "وَقُل رَّبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا".[2]
"رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا"[3].
فهل يُعقل أن جميع الآباء والأمهات ثقات؟! أو على الأقل ممدوحين. وهكذا طلب
الدعاء والرحمة للمؤمنين والمؤمنات. النجاشي ترحم على أحمد بن محمد بن عبيد الله
بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري أبو عبد الله، ورأيت شيوخنا يضعفونه،
فلم أرو عنه شيئا وتجنبته، وكان من أهل العلم والأدب القوي وطيب الشعر وحسن الخط،
رحمه الله وسامحه، ومات سنة إحدى وأربعمائة.
النتيجة: الترحّم أو
الدعاء ليس دليلاً على التوثيق، وإن كان في نفسه شيئاً حسناً، ويدلّ على تميّز في
المدعوّ له.