من
ترك الأذان و الإقامة، أو أحدهما عمدا، حتى أحرم للصلاة لم يجز له قطعها و
استئنافها على الأحوط، و إذا تركهما عن نسيان يستحب له القطع لتداركهما ما لم
يركع، و إذا نسي الإقامة وحدها فالظاهر استحباب القطع لتداركها إذا ذكر قبل القراءة
و لا يبعد الجواز لتداركهما أو تدارك الإقامة مطلقا.
إيقاظ
و تذكير: قال الله تعالى: قد أفلح المؤمنون الذين هم في
صلاتهم خاشعون و قال النبي و الأئمة عليهم أفضل الصلاة و السلام كما ورد في أخبار
كثيرة أنه لا يحسب للعبد من صلاته إلا ما يقبل عليه منها و أنه لا يقدمن أحدكم على
الصلاة متكاسلا، و لا ناعسا، و لا يفكرن في نفسه، و يقبل بقلبه على ربه. و لا
يشغله بأمر الدنيا، و أن الصلاة وفادة على الله تعالى، و أن العبد قائم فيها بين
يدي الله تعالى، فينبغي أن يكون قائما مقام العبد الذليل، الراغب الراهب، الخائف الراجي
المسكين المتضرع، و أن يصلي صلاة مودع يرى أن لا يعود إليها أبدا و كان علي بن
الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة، لا يتحرك منه إلا ما حركت
الريح منه، و كان أبو جعفر، و أبو عبد الله عليهما السلام إذا قاما إلى الصلاة
تغيرت ألوانهما، مرة حمرة، و مرة صفرة، و كأنهما يناجيان شيئا يريانه، و ينبغي أن
يكون صادقا في قوله (إياك نعبد و إياك نستعين) فلا يكون عابدا لهواه. و لا مستعينا
بغير مولاه. و ينبغي إذا أراد الصلاة، أو غيرها من الطاعات أن يستغفر الله تعالى،
و يندم على ما فرط في جنب الله ليكون معدودا في عداد المتقين الذين قال الله تعالى
في حقهم إنما يتقبل الله من المتقين و ما
توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب، و هو حسبنا و نعم الوكيل، و لا حول و لا
قوة إلا بالله العلي العظيم.