وعرضت عليه
إصرار ذلك المهدي على الاستفادة الشخصية للميرزا من تلك الهدايا فقبل الوالد وبناء
على ذلك فقد قمت بإخراج السرير القديم وتهيئة الغرفة بالوسائل الجديدة وقام الوالد
باستخدام تلك الوسائل الجديدة. ولما كان الغد تفاجئت بطاقم الغرفة القديم قد اعيد
الى وضعه الأول، أما الوسائل الجديدة فقد اخرجت من الغرفة ولما رآني الوالد قال
لي: بني انني لا استطيع النوم على تلك الوسائل الجديدة! دعني أعيش بتلك الوسائل
البسيطة المناسبة لشأن علماء الدين». كان يمارس حياته بكل بساطة لا يكترث ببهارج
ما يهدى اليه.
كان
يجهد أن لا يستفيد من الحقوق الشرعية في تأمين احتياجاته الحياتية، بساطة عيشه
التي لم تفارقه في جانب من جوانب حياته ولا في برهة من عمره الشريف كانت دروساً
وعبر.
يقول
نجله: بعد رحيل المرحوم الوالد قمنا بترتيب غرفة الشيخ (قدس سره) من جديد فما
وجدنا سوى بعض الكتب وبعض الألبسة الشخصية وفراشاً ولحافاً، الأمر الذي لم يكن
قابلًا للتصديق عند البعض كيف وهو المرجع الذي حظي بالكثير من المقلدين والمريدين
داخل وخارج ايران ولا يعجزه تأمين أي شيء من وسائل وزخارف هذه الدنيا!
لقد
كان ببساطة عيشه مثالًا بارزاً للتقوى والإيمان والزهد في الدنيا بتمام المعنى.