(مسألة 1) الأمارات المحصّلة للظن التي يجب الرجوع إليها عند عدم إمكان
العلم كما هو الغالب بالنسبة إلى البعيد كثيرة.
منها
الجدي الذي هو المنصوص في الجملة [1] بجعله في أواسط العراق كالكوفة و النجف و
بغداد و نحوها خلف المنكب الأيمن، و الأحوط أن يكون ذلك في غاية ارتفاعه أو
انخفاضه و المنكب ما بين الكتف و العنق، و الأولى وضعه خلف الأذن، و في البصرة و
غيرها من البلاد الشرقية في الأذن اليمنى، و في الموصل
______________________________ في الأمارات المحصّلة للظن
[1]
قد ورد كون الجدي علامة في معتبرة محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السّلام قال:
سألته
عن القبلة؟ فقال: «ضع الجدي في قفاك وصلّ»[1].
و بما أنّ الراوي من العراق و من أهل الكوفة و يبعد أن يكون سؤاله ناظرا إلى قبلة
الكوفة، حيث إنّ فيها المسجد الأعظم الذي أمره و قبلته غير خفي لمحمد بن مسلم فلذا
حملت الرواية على الأطراف الغربية من العراق، حيث إنّ قبلتها نحو الجنوب و يكون
الجدي خصوصا في غاية ارتفاعه و انخفاضه مسامتا لخط نصف النهار يعني دائرته، و روى
الصدوق قدّس سرّه في الفقيه قال: قال رجل للصادق عليه السّلام: إنّي أكون في السفر
و لا أهتدي إلى القبلة بالليل، قال:
«أتعرف
الكوكب الذي يقال له الجدي؟ قلت: نعم، قال: فاجعله على يمينك و إذا كنت على طريق
الحج فاجعله بين كتفيك»[2] و لما ذكر
حمل ما ورد في المرسلة أولا على أوساط العراق، و ما ذكر ثانيا و إذا كنت في طريق
الحج كالرواية الأولى على أطراف العراق الغربية.
[1] وسائل الشيعة 4: 306، الباب 5 من أبواب
القبلة، الحديث الأوّل.