عندما
سقط طاغوت العراق وفُتح الطريق للإيرانيين لزيارة كربلاء كان الفقيه المقدس
الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) يتمنى أن يوفق لزيارة العتبات
المقدسة في العراق. وقد هيّأ جواز سفره للسفر إلى العراق، وكان ينتظر هدوء الأوضاع
ليسافر إلى تلك العتبات الشريفة. وكان يسأل يوميا عن الأوضاع هناك ويتحسر لزيارة
العتبات ويبكي قائلا: «ما هي الأوضاع هناك؟ هل رزقنا الله التوفيق للزيارة؟» فجاءه
بعض المقلدين وعرض عليه موضوع العمرة وتبرع بتكاليف السفر، ولكن الميرزا (قدس سره
الشريف) لم يتقبل ذلك وقال: «أنا لا أزور أيّ مكان آخر قبل زيارتي لكربلاء؛ لأن
زيارة كربلاء أفضل الأعمال، ثم إذا رآني الناس قد سافرت إلى العمرة يتصورون أن
العمرة أفضل من زيارة كربلاء وتكليفي هو أن أزور كربلاء أولًا إذا وفقني الله
تعالى لذلك حتى إذا عرف الآخرون بذلك يعلمون أن السفر إلى كربلاء هو الأفضل.»؛
ولذا لم يسافر الميرزا (قدس سره الشريف) إلى العمرة حتى آخر عمره الشريف على رغم
الإصرار الشديد من مقلديه وكان يجيبهم قائلا: «لا أسافر إلى العمرة حتى أسافر إلى
كربلاء» وكان إذا ذكر كربلاء بكى. وإذا سمع شخصا يقول انه سيسافر إلى كربلاء يبكي
ويقول له: «هنيئا لك إذ وفقك الله تعالى لأداء أفضل