responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغه نویسنده : صبحي صالح    جلد : 1  صفحه : 493

الْأَطِبَّاءَ غَدَاهَ لاَ یُغْنِی عَنْهُمْ دَوَاؤُکَ وَ لاَ یُجْدِی عَلَیْهِمْ بُکَاؤُکَ. لَمْ یَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُکَ [1] وَ لَمْ تُسْعَفْ فِیهِ بِطَلِبَتِکَ [2] وَ لَمْ تَدْفَعْ عَنْهُ بِقُوَّتِکَ وَ قَدْ مَثَّلَتْ لَکَ بِهِ الدُّنْیَا نَفْسَکَ [3] وَ بِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَکَ. إِنَّ الدُّنْیَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا وَ دَارُ عَافِیَهٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا وَ دَارُ غِنًی لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا [4] وَ دَارُ مَوْعِظَهٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا.

مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ وَ مُصَلَّی مَلاَئِکَهِ اللَّهِ وَ مَهْبِطُ وَحْیِ اللَّهِ وَ مَتْجَرُ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ اکْتَسَبُوا فِیهَا الرَّحْمَهَ وَ رَبِحُوا فِیهَا الْجَنَّهَ فَمَنْ ذَا یَذُمُّهَا وَ قَدْ آذَنَتْ [5] بِبَیْنِهَا [6] وَ نَادَتْ بِفِرَاقِهَا وَ نَعَتْ نَفْسَهَا [7] وَ أَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلاَئِهَا الْبَلاَءَ وَ شَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَی السُّرُورِ [8]؟! رَاحَتْ بِعَافِیَهٍ وَ ابْتَکَرَتْ [9] بِفَجِیعَهٍ [10] تَرْغِیباً وَ تَرْهِیباً وَ تَخْوِیفاً وَ تَحْذِیراً - فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاهَ النَّدَامَهِ وَ حَمِدَهَا آخَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ.

ذَکَّرَتْهُمُ الدُّنْیَا فَتَذَکَّرُوا وَ حَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا وَ وَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا.

الحکمه 132

وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَکاً یُنَادِی فِی کُلِّ یَوْمٍ لِدُوا [11] لِلْمَوْتِ وَ اجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وَ ابْنُوا لِلْخَرَابِ.

الحکمه 133

وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: الدُّنْیَا دَارُ مَمَرٍّ لاَ دَارُ مَقَرٍّ وَ النَّاسُ فِیهَا رَجُلاَنِ رَجُلٌ بَاعَ فِیهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا [12] وَ رَجُلٌ ابْتَاعَ [13] نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.


[1] 4608.إشفاقک: خوفک.

[2] 4609.الطِلْبَه - بالکسر، و بفتح فکسر المطلوب، و أسعفه بمطلوبه: أعطاه إیاه علی ضروره إلیه.

[3] 4610. «مَثّلَتْ لک به الدنیا نَفْسَکَ»: أی أن الدنیا جعلت الهالک قبلک مثالا لنفسک تقیسها علیه.

[4] 4611.تَزَوّدَ: أی أخذ منها زاده للآخره.

[5] 4612.آذَنَتْ - بمد الهمزه -: أی أعلمت أهلها.

[6] 4613.بَیْنها: أی بعدها و زوالها عنهم.

[7] 4614.نَعَاه: إذا أخبر بفقده.

[8] 4615.راح الیه: وافاه وقت العشی. أی أنها تمشی بعافیه.

[9] 4616. «تَبْتَکِر»: أی تصبح.

[10] 4617.فَجِیعه: أی مصیبه فاجعه.

[11] 4618.لِدُوا: فعل أمر من الولاده لجماعه المخاطبین.

[12] 4619.أوْبَقَها: أهلکها.

[13] 4620.ابْتَاع نفسه: اشتراها و خلصها من أسر الشهوات.

نام کتاب : نهج البلاغه نویسنده : صبحي صالح    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست