إلّا أنّ الشأن في صحّة مثل هذا
الاستظهار، فإنّ عنوان قضايا أمير المؤمنين عليه السلام يراد به ما وقع من
الروايات بعنوان قضى أمير المؤمنين عليه السلام، لا واقع كلّ قضاء من قبل أمير
المؤمنين، بل- بقرينة السند المذكور في المشيخة- لعلّه يختصّ ذلك بخصوص الأقضية
التي ينقلها الصدوق في الكتاب عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام من قضايا
أمير المؤمنين عليه السلام، أو يرسلها ابتداءً بعنوان قضى أمير المؤمنين عليه
السلام، فلا يشمل حتى ما ورد بعنوان قضى أمير المؤمنين عليه السلام إذا كان بطريق
آخر، حيث قد يقع ذلك في الفقيه فضلًا عمّا إذا لم يكن بعنوان قضى أمير المؤمنين
عليه السلام، فراجع روايات الفقيه ليتّضح لك ذلك.
و هناك طريق آخر للصدوق ذكره في الأمالي إلى نفس القصّة عن عليّ بن
محمّد ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمّد بن إسماعيل عن صالح
بن عقبة عن علقمة عن الصادق عليه السلام.
أمالي الصدوق- المجلس الثاني و العشرون: ح 2.
و في السند إشكال، لا أقلّ في صالح بن عقبة الذي لم يوثق في كتب
الرجال، بل ضعّفه ابن الغضائري، و قال: «إنّه كذّاب غال».
معجم رجال الحديث 10: 85.
و كذلك العلّامة قدس سره.
رجال العلّامة الحلّي: 230.
نعم، لا يبعد أن تكون هذه القصّة معروفة في كتب الحديث عند الخاصّة،
و قد أرسلها السيّد في الانتصار إرسال المسلّمات حيث قال في الردّ على ابن الجنيد:
«أو ليس قد روت الشيعة الإمامية كلّها ما هو موجود في كتبها و مشهور
في رواياتها أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم ادّعى عليه اعرابي سبعين درهماً
...».