«وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ
مَنْ فِي الْأَرْضِ- إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا
هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ- وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها- وَ وُضِعَ
الْكِتابُ وَ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ- وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ
بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ- وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ
هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ[1]» إلى آخر الآية
فهذا كله ما لم يكن بعد- و في لفظ الآية أنه قد كان و مثله كثير.
و أما الآيات التي هي في
سورة و تمامها في سورة أخرى- فقوله في سورة البقرة في قصة بني إسرائيل حين عبر بهم
موسى البحر و أغرق الله فِرْعَوْنَ و أصحابه و أنزل موسى ببني إسرائيل فأنزل الله
عليهم المن و السلوى- فقالوا لموسى «لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ- فَادْعُ
لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها- وَ
قِثَّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها فقال لهم موسى «أَ
تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً
فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ[2] فقالوا له يا مُوسى»
إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ- وَ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها-
فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ[3]» فنصف الآية في سورة
البقرة و نصفها في سورة المائدة و قوله «اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ
بُكْرَةً وَ أَصِيلًا[4]» فرد الله
عليهم «وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ- وَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ
إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ[5]» فنصف الآية في
سورة الفرقان و نصفها في سورة القصص و العنكبوت و مثله كثير نذكره في مواضعه.
و أما الآية التي نصفها
منسوخة و نصفها متروكة على حالها- فقوله «وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى
يُؤْمِنَ[6]» و ذلك أن المسلمين
كانوا ينكحون أهل الكتاب من اليهود و النصارى و ينكحونهم فأنزل الله