ومن توهم أنه اسم جنس فقد أخطأ ، ودليلنا
على ذلك أمور :
الاول : التبادر ، فإن لفظ الجلالة
ينصرف بلا قرينة إلى الذات المقدسة ، ولا يشك في ذلك أحد ، وبإصالة عدم النقل يثبت
أنه كذلك في اللغة ، وقد حققت حجيتها في علم الاصول.
الثاني : ان لفظ الجلالة ـ بما له من
المعنى ـ لا يستعمل وصفا ، فلا يقال : العالم الله ، الخالق الله ، على أن يراد
بذلك توصيف العالم والخالق بصفة هي كونه الله وهذه آية كون لفظ الجلالة جامدا ، وإذا
كان جامدا كان علما لا محالة ، فإن الذاهب إلى أنه اسم جنس فسره بالمعنى الاشتقاقي.
الثالث : أن لفظ الجلالة لو لم يكن علما
لما كانت كلمة لا إله إلا الله كلمة توحيد ، فإنها لا تدل على التوحيد بنفسها
حينئذ ، كما لا يدل عليه قول : لا إله إلا الرازق ، أو الخالق ، أو غيرهما من
الالفاظ التي تطلق على الله سبحانه ، ولذلك لا يقبل إسلام من قال إحدى هذه
الكلمات.
الرابع : أن حكمة الوضع تقتضي وضع لفظ
للذات المقدسة ، كما تقتضي الوضع بإزاء سائر المفاهيم ، وليس في لغة العرب لفظ
موضوع لها غير لفظ الجلالة ، فيتعين أن يكون هو اللفظ الموضوع لها.