إشارة الى عبادة الأصنام و الأوثان ، إذ ان الناس اتخوا الأوثان آلهة . و زعموا انها أشباه اللّه و نظائره و بيدهم ازمّة الأمور فكانوا يسجدون لها و يعبدونها و يعتقدون ان ازمة الكون و جميع التصرفات و التأثيرات بيد الأوثان و لهذا كانوا يطلبون منها الحوائج ، و يذبحون لها الذبائح [ و اجتالهم الشياطين عن معرفته ] و في نسخة احتالتهم و كيف كان فان الشياطين صرفت الناس عن معرفة اللّه [ و اقتطعتهم عن عبادته ] كما ان قطاع الطريق يمنعون الناس و يسدون طريقهم ، كذلك الشياطين قطعوا طريق الناس عن عبادة اللّه تعالى ، [ فبعث فيهم رسله ] من جملة القواعد المشهورة عند علماء الشيعة هي : قاعدة اللطف ، و قد ذكروا هذه القاعدة في كتبهم و استدلوا عليها بالبراهين العقلية و النقلية من الكتاب في وجوب بعث الأنبياء ، و نصب الأوصياء . و فسروا اللطف بأنه يجب على اللّه عقلا لا حكما و تكليفا أن ينصب الحجة على خلقه ،
و معنى الوجوب هنا : إدراك العقل قبح العقاب بلا بيان ، كما ان العقل يحكم بحسن العدل و قبح الظلم ، و حسن الوفاء و قبح الخيانة و خلف الوعد . . .
الى غير ذلك .
و قد ظفرنا برواية ذكرها المجلسي في البحار عن توحيد الصدوق ، فأحببنا إيرادها تتميما و توضيحا . بعد حذف الرواة عن هشام بن الحكم : قال سأل الزنديق الذي اتى ابا عبد اللّه [ الصادق ] عليه السلام فقال : من أين اثبتّ انبياء و رسلا ؟
قال ابو عبد اللّه عليه السلام : إنا لما اثبتنا ان لنا خالقا صانعا ، متعاليا عنا و عن جميع ما خلق ، و كان ذلك الصانع حكيما ، لم يجز ان يشاهده خلقه ، و لا يلامسوه ،
و لا يباشرهم و لا يباشروه ، و يحاجهم و يحاجوه ، فثبت ان له سفراء في خلقه ، يعبرون عنه الى خلقه ، و يدلونهم على مصالحهم و منافعهم ، و ما به بقاؤهم ، و في تركه فناؤهم ،
فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه ، و ثبت عند ذلك ان له معبّرين