responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    جلد : 1  صفحه : 202

و هم الذين حضروا بيعته من المهاجرين و الأنصار ، أو حضور الزمان الذي اخبره رسول اللّه عنه ، و أمره بالقيام بالخلافة ، ( و قيام الحجة بوجود الناصر ) لأن أمير المؤمنين عليه السلام انما قعد عن حقه ، و لم يأخذ حقه من الغاصبين كرها و جبرا لعدم وجود المبايع و عدم وجود الناصر و المعين كما أشار الى ذلك في صدر الخطبة ،

لذلك جلس في بيته خمسة و عشرين سنة ، و الخلفاء يلعبون بالخلافة و بالدين و بالدماء و الأعراض كما يلعب الصبيان بالكرة ، و لكن الآن قامت عليه الحجة بوجود الذين بايعوه و الذين هم ينصرونه على أعدائه ، و العذر الثالث و هو الأهم ، أي المسؤلية التامة و هي ( و ما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ، و لاسغب مظلوم ) أي عاهد اللّه تعالى على العلماء و هم هنا الأئمة الطاهرون أو مطلق علماء الدين كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله : اذا ظهرت البدع في ديني فعلى العالم ان يظهر علمه ، و من لم يفعل فعليه لعنة اللّه . فعاهد اللّه تعالى العلماء ان لا يوافقوا على اشباع الظالم بطنه من مال المظلوم ، و ان لا يرضوا على جوع المظلوم ، و لا يسكتوا على المنكرات حال التمكن و القدرة لو لا هذه الأعذار الثلاثة ( لألقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها ) شبّه عليه السلام الخلافة بالناقة التي ينزل عنها راكبها ثم يضع عنانها على عنقها و لا يبالي من يأخذها أي تركتها تذهب اينما تريد ، و يتصرف فيها من يشاء ، و لسقيت آخرها أي تركتها آخرا كما تركتها أولا ( و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ) أي وجدتم دنياكم هذه بما فيها من الرياسة و السلطنة ازهد و اهون عندي من عطسة عنز أو ضرطتها ، و هذه مبالغة في بيان حقارة الدنيا و دنائتها و خسة شأنها ، و ليس ذلك بعجيب ، فان اولياء اللّه ينظرون الى الدنيا و ما هي من الملذات كما ينظر احدنا الى جيفة مطروحة في مزبلة قد أفسدت هواء ما حولها و عنّت الفضاء المجاور لها ، تتهارش عليها

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست