و
اعلم ان السيدة عائشة كانت فصيحة فطنة و كان زوجها يحبها لشبابها و جمالها و تغيرت
اخلاقها فى بيت فيه ضرات متعددة مختلفة الافكار تنازعا فى البقاء! و كان لها شجاعة
و جرأة و قوة قلب ربما لا توجد فى النساء، بل فى اكثر الرجل حتى فى عصرنا عصر حرية
النساء و سلطتهن على الرجال.
فكانت
هى القطب فى حرب الجمل، و عليها تدور رحاها. ولم يقع فيها فتور بقتل الزبير و طلحة
و كانت راكبة على جملها و تشاهد القتل وسفك الدماء و قطع الايدى و الارجلو الرؤوس
و كانت فى كل لحظة فى معرض القتل ولكنها قاومت حتى عقر جملها و سقطت فانتهت الحرب!
و
كان الشيخان يعظمان موقفها حتى ان عمر كتب اسمها فى قائمة المتسحقين بعد اسم عباس
عم النبى و كان يعطيها عشرة آلاف فى السنة على ما ذكروه، و اما عثمان فاشتغل عنها
ببنى امية فغضبت عليه، و كانت توهنه بلا خوف و وجل. و ليست احدى زوجاته صلّى الله
عليه و آله و سلّم فى موقفها أو مكانتها الاخلاقية والاجتماعية فكانت تخالف الشيخ
عثمان و حكومته الاموية مخالفة سياسية، و هدفها سقوط الدولة و اقامة دلوة اخرى
بقيادة الزبير أو طلحة أو احد من الرجال التابعين لها و لامرها و لما سمعت بقتل
عثمان و خلافة من هو اسوء عندها من عثمان بدلت سلوكها و نظرها وهتافها من دون حياء
و انفعال من الناس، فاصبحت من حماة عثمان و انه قتل مظلوماً و انه كذا و كذا.
فقادت
المخالفين لخلافة اميرالمؤمنين عليه السّلام و اثبتت جدارتها و اظهرت استعدادها
للامور السياسية و الاجتماعية و كان لكلامها موقعاً فى نفوس عوام