و لا شىء مهم بقى من المؤلّف
ينبغى ذكره لكنه انبه على بعض امور جزئية: 1- كان للمسلمين فى هذه الغزوة فرسان و
سبعين بعيراً و ستة أدرع و ثمانية سيوف، وكان المسلمون 313 رجلًا، و الكفار الف
رجل أو ما يقرب منه، و هذا يظهر جلياً ضعف المسلمين من جهة الآلات الحربية، و كأن
الذى أوجب نصرهم هو ايمانهم و تسليمهم لله و لرسول ثم توفيق الله و انزاله
الملائكة لهم. فليس حفظ الدين و نصر المؤمنين موقوفاً على الاسباب دائماً فذلتنا
اليوم مستندة الى ضعف ايماننا فانالله و إنا اليه راجعون.
2-
اصحاب النبى صلّى الله عليه و آله و سلّم فى هذه الغزوة كسائر الغزوات و الحالات و
كسائر الناس، على درجات مختلفة من الفكر و التعهد و الاخلاص.
و
فى نقل مرسل ان رسول لما اخبرهم ان العير قد جازت و ان قريشاً قد اقبلت لتمنع
عيرها و ان الله قد امرنى بمحاربتهم فجزع اصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و
سلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم اشيروا علىّ فقام ابوبكر: يا
رسول الله انها قريش و خيلاؤها ما آمنت منذ كفرت و لا ذلت منذ عزت و لم نخرج على
هيئة الحرب. فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم اجلس. فقال اشيروا علىّ:
فقام عمر فقال مثل مقالة ابى بكر. فقال: أجلس. ثم قام المقداد فقال: يا رسول الله
انها قريش و خيلاؤها و قد آمنا بك و صدقناك و شهدنا ان ما جئت به حق من عندالله،
والله لو امرتنا ان نخوض جمر الغضا و شوك الهراس[1]
لخضنا معك، و لا نقول لك
[1] - المجر: النار المتقدّة، الغضا: شجر من الاثل خشبه
من اصلب الخشب و جمره يبقى زمناً طويلًا لا ينطفئ، والهراس: شجر كبير الشوك.( 217:
19).