المحاصرين للبيت و المترصدين
لقتله فى عسق الليل وجوده فى فراشه، ولو شاهدوا فقدانه فى منامه لفحصوا عنه صلّى
الله عليه و آله و سلّم و لم يتمكن من الفرار و لاجله أمر علياً ان ينام فى فراشه
و يلتحف ببردته حتى حسبوا وجوده فى منامه و سكنوا فى اماكنهم حتى نصف اليل مثلًا،
وفى هذه المدة تمكن النبى من الخروج و الذهاب الى جانب جبل الحجون (فى العتيبية)
ثم الى الغار، او اما خروجه من بيته فهل هو قبل محاصرة البيت والجلوس فى اطرافه ام
بعدها فهذا غير ثابت، و ان كان فى بعض المنقولات انه صلّى الله عليه و آله و سلّم
خرج بعدها على نحو المعجزة، و فوق العادة (54: 19 و 61). والله العالم.
و
على كل فعن الغزالى فى كتابه احياء العلوم: فانزل الله عزوجل:
(وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ
رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (البقرة/ 207). و تدل عليه جملة من روايات
الباب. و أنها نزلت فى حقّ على عليه السّلام.
5-
قيل انه صلّى الله عليه و آله و سلّمهاجر من مكة فى أول ليلة من شهر ربيع الاول
سنة ثلاث عشرة ... و فى ليلة الرابع منه كان خروجه من الغار متوجهاً الى المدينة،
و قيل: دخل صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة فى الحادى عشر من شهر ربيع الاول.
6-
والمعتبر من روايات الباب صحيح معاوية بن عمار المنقول من الكافى برقم 41 و فيه
معجزة للنبى الاكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم لكنها لا تفيد اثبات نبوته، حتى و
ان وصلت الينا بتواتر عن الصادق أو غيره من الائمّة عليهم السّلام، لان حجية
كلامهم موقوفه على امامتهم و هى متوقفة على النبوة المتوقفة على المعجزة عقلًا.
فافهم جيداً. نعم هو خبر عن الثقات يفيد الظن بمدلوله.
الباب
7: نزوله صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة وبناؤه المسجد و البيوت
و جمل أحواله الى