راجح تابعاً. و اما فى مثل
المقام فيمكن ارجحية التابع من المتبوع الذى قضى نحبه، و ثانياً: ان المسلم افضلية
رسول الله على ابراهيم بعد رسالته و اما قبلها بل قبل نبوته فليس عليها دليل قاطع.
4-
بل يمكن ان يستدل على تعبده بشريعة ابراهيم بقوله تعالى: (ثُمَّ
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)
(النمل/ 113).
لكن
يتوقف الاستدلال المذكور على تحقق الايحاء باتباع ملة ابراهيم قبل رسالة، و احرازه
مشكل.
5-
فان قلت الايحاء مستلزم للرسالة فيكون الاتباع من شريعته.
قلت:
أولًا: ان اتباع ملة ابراهيم ظاهر فى المتابعة و على جهة العمل بملته لا على جهة
شرعه.
و
ثانياً: ان الايحاء اعم من الرسالة و المتيقن انه مستلزم للنبوة و كم من نبى تابع
لولى العزم، فالنبوة لا تنافى المتابعة للرسل.
6-
و منه ينقدح ضعف ما قاله المؤلّف من انه كان نبياً و النبى مكلف بشريعته اذ فيه
أولًا ان الكبرى غير مسلمة كما عرفت و ثانياً الصغرى و ان كانت مقبولة لكن لم اجد
دليلًا مقبولًا على تحقق نبوته حين بلوغه فضلًا عما قبله بل يحتمل صيرورته صلّى
الله عليه و آله و سلّم نبياً حين بلوغه خمس و ثلاثين سنة فالاحسن ان يقال و الله
اعلم.
الباب
3: اثبات المعراج و معناه و كيفيت و صفته و ما جرى فيه و وصف البراق
(282: 18)
أورد
فيه المؤلّف المتتبع رحمة الله خمس عشرة آية و اكثر من مأة و عشرين