و
هذه الموانع لا تخص دعوة نوح فقط بل دعوة جل الانبياء او كلهم و الاصنام محسوسة و
الله معقول و انسان اليوم اكثر استيناسا بالمحسوس فضلًا عن الانسان الاوّلي.
رابعاً: ليس للاصنام تكليف مخالفة لهوي الناس و لا رسول لها يخالف عاداتهم المأنوس
بها و هناك مانع خامس لدعوة الانبياء و هو البعث و احياء الموتي بعد صيروة الأبدان
رميماً.
و
هذه الموانع الخمسة باقية إلي اليوم يوم تسلط الانسان علي البحار و الفضاء و
الكراة يوم القنابل الذرية و الهيدروجنية و النايترونية، يوم التلفيزيون و انترنت.
و لا يتوقع زوالها أو تخفيفها زوالها أو تخفيفها في المستقبل.
2-
لا يبعد القول بان قوم نوح اكثر غباوة وسفها من غيرهم لتعرّفهم في البداوة و
الجهالة، اذ مع دعوة نوح في ألف سنة الخمسين عاماً لم يهتدوا حتي أوحي الله إلي
نوح: (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ)
(ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).
3-
سأل نوح نجاة ابنه الكافر من الغرق فاجابه الله تعالي بما تقشعر منه الجلود و هو
عبرة لجميع العباد في جميع الامصار و الاعصار:
(إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (هود/ 46)
و قال لبنيه في ضمن كلام: (وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ
لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ)
(الانعام/ 35).
4-
في معتبرة علل الشرائع عن الهروي عن الرضا عليه السّلام: لما هبط نوح إلي الارض
كان هو و ولده و من تبعه ثمانين نفسا، فبني حيث نزل قرية، فسمّاها قرية الثمانين،
لانهم كانوا ثمانين (322: 11).