اورد المؤلف رحمة الله فيه آيات
و روايات و دلائل عقلية علي التوحيد.
و
اعلم ان الآيات تدل علي التوحيد الفاعلي و التوحيد العبادي، و الظاهر أنها لم يصرح
بالتوحيد الذاتي (أي وحدة الواجب الوجود) و ان يستفاد من التوحيد الفاعلي و
العبادي كما انه لم تتعرض لاستحالة الشريك، بل و لا لوجوب وجود الخالق و ليس
الاعتقاد بهما واجباً فمن اعتقد بوجود الخالق و عدم الشريك له في الخلق فهو مسلم
مؤمن و ان لم يعتقد و لم يلتفت إلي وجوب الاول و امتناع الثاني، نعم يشترط في تحقق
الاسلام عدم عبادة غير الله، فمن عبد غير الله تعالي كالاصنام و الاوثان أو عبد
الجن و الملك أو الانبياء و الاوليء فهو خارج عن الاسلام.
و
البحث المهم بين المسلمين و الوهابيين هو تفسير العبادة و تعريفها اذ مجرد تعظيم
الانبياء و الاوصياء و الشعائر ليس بحرام حتييكون شركا كما يتخيل هؤلاء الأغبياء
الذين يعكفون علي ابواب سلاطين السعودية و يوهنون مقام خاتم المرسلين حفظ الله
المسلمين من شرهم. بل تعظيم الانبياء و الاولياء حيا و ميتاً حسن و من يعظم شعائر
الله فانها من تقوي القلوب، و الاستشفاع و التوسل كما يجوز بالاحياء اتفاقاً، يجوز
بالاموات ايضاً لبقاء الارواح كما يدل عليه القرآن في آياته المتعددة. و الشهداء فضلا
عن الانبياء و الرسل الذين هم فوق الشهداء بدرجات، احياء عند ربهم يرزقون فرحين
بما آتيهم الله و يستبشرون ..
فالارواح
الطاهرة الطيبة الكاملة يتمكنون من الوساطة بين العباد و ربهم في حال الحياة و
الممات و زعم الارواح بعد الموت أو عجزها، من