فالعقل
و القرآن و السنة و التاريخ على جهة و اهل المغالات و المبالغات فى جهة، فاختر انت
موضعك من هاتين الجهتين و الخلاصة ان قوله تعالى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ...
يكفى لجميع مباحث هذا الكتاب و بطلان عدالة الصحابة اذ لو كان جميعهم عدول و صدقوا
ما عاهدوا الله عليه لقال الله تعالى: الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا
... و لم يذكر كلمة من التبعيضية (من المؤمنين).
الفصل العاشر: اصحاب سائر الانبياء (ع)
لم
يثبت فى القران و السنة و التاريخ فى حق احد من الانبياء (ع) من آدم الى عيسى
عليهما السلام ان اصحابه عدول اتقياء او سالمون عن الارتداد او الفسق و المعصية بل
ثبت فى حق اصحاب بعض الانبياء خلافه خصوصا فى حق اصحاب موسى و عيسى كما لا يخفى
على المتتبع فى القرآن و السنة و كتب التاريخ و قد نقل البخارى عن رسول الله (ص)
بسنده عن ابى سعيد الخدرى:
لتتبعن
سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم، قلنا يا
رسول الله اليهود و النصارى قال (ص) فمن؟
اقول:
هذا هو طبيعة البشر، و ان شئت فقل سنة الله فى عباده و لن تجد لسنة الله تبديلا و
لا تغييرا. نعم الانسان بماله نم طبعه لا يصلح بمجرد ان يراه النبى (ص) او يرى
النبى (ص) و الله سبحانه لم يجعل هذه الروية سببا للهداية و العدالة و الكمال و
انما يكمل الانسان و يصير عادلا اذا آمن و عمل الصالحات و ترك المحرمات و خالف هوى
نفسه.
و
لقد جرت سنة الله فى عباده من اول الخلقة على ان الايمان و التقوى هو سبب الكمال و
العدالة دون غيرها و لم يجعل روية نبى من انبيائه سببا متبادلا للعدالة فانى
تصرفون. يقول بعض الشعرا
لقد عجبوا من شان اصحاب احمد
و تقديم ذى جهل و تاخير ذى فضل
و اصحاب موسى فى زمان حياته
رضوا بالعجل بدلا عن بارى العجل
[1] قد سبق ان الاية الاولى( ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ)
خارجة عن محل البحث
نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 49