البحث الخامس و الأربعون: في
بيان طرق مشيخة التهذيب مقدّمة و تمهيد
لا
شكّ أنّ بيان طرق الشّيخ الطوسي رحمه اللّه إلى الرّواة و أرباب المصنّفات و
الاصول مهمّ جدّا؛ إذ لصحّتها أو ضعفها أثر عميق في اعتبار روايات التهذيب و
الاستبصار، بل و غيرهما من كتب الشّيخ قدّس سره على وجه؛ و لذا يجب على أرباب
الاستنباط و حملة الفقه مزيد اهتمام بمشيخة التهذيب المذكورة فيها طرقه إليهم،
فنقول في شرحها من حيث الصحّة و الضعف مستعينا باللّه تعالى.
قال
الشّيخ المشار إليه بعد جملة من كلامه في خاتمة التهذيب: و الآن فحيث وفّقنا اللّه
تعالى للفراغ من هذا الكتاب، فنحن نذكر الطرق الّتي يتوصل بها إلى رواية هذه
الاصول و المصنّفات[1]، و نذكرها
على غاية ما يمكن من الاختصار لتخرج الإخبار بذلك عن حدّ المراسيل، و تلحقّ بباب
المسندات ....[2]
[1] . أقول: لم يثبت لمحمّد بن إسماعيل الّذي ذكر
الشّيخ طريقه إليه أصل و لا مصنّف، و هذا يؤيّد ما يأتي من كونه شيخ إجازة.
[2] . ذكر الشّيخ في مشيخة التهذيب طرقه إلى خمسة و
ثلاثين شيخا كلّها معتبرة، سوى أربعة طرق ضعيفة، نعم، لا تخلو بعض طرق أخرى من
إشكال على الأظهر، و أمّا أصحاب الطرق، أي: من ينتهى إليهم الأسناد فأربعة، منهم
غير معتمدين، و الباقي كلّهم ثقات و موثقون، كما يظهر من الجدول الّذي ذكرناه في
خاتمة هذا البحث.