و
أنا بصدّد إعداد هذا الكتاب للطبعة الرابعة[1]
بفضل اللّه تعالى يمكن أن نصحّح روايات التهذيب بسند الفهرست المعتبر، و إن كانت
أسانيدها في مشيخة التهذيب ضعيفة، و ذلك بتقديم مطالب:
الأوّل:
ظاهر كلام الشّيخ في المشيخة، أنّ الرّواة أخبروه بالروايات المذكورة في التهذيب
لا باسم كتبها فقط، و هي مصادر التهذيب، إذ يقول و ما ذكرته عن فلان فقد أخبر به
... عن فلان و معلوم أنّ الضمير المجرور (به) راجع إلى ما ذكره في التهذيب من
الأحاديث.
و
يقول و ما ذكرته عن فلان، فقد رويته يهذه الأسانيد عن فلان، و الضمير المنصوب راجع
إلى الأحاديث.
فمدلول
طرق المشيخة غير مدلولها في الفهرست في المؤدّى، و لا بدّ أن تكونا مختلفين و إلّا
لأصبحت روايات التهذيب كلّها ضعيفة غير معتبرة، و إن صحت أسانيدها بحسب الظاهر،
نعم، لا أجد في المشيخة و غيرها؛ تصريحا بأنّ الشّيخ تلقي أحاديث التهذيب مناولة
من شيوخه.
و
ياليتني وجدته و يا ليت الشّيخ صرّح به، و لكن الظواهر حجّة فنقنع بالظهور و
الاستظهار مع احتمال كون طرق المشيخة، كطرق الفهرست في المؤدّى. و هذا الاحتمال هو
قاصم الظهر كما عرفت.
و
سيأتي نظري حول هذا الاحتمال في آخر البحث الآتي إن شاء اللّه تعالى.
الثّاني:
قال الشّيخ المذكور في آخر مشيخة التهذيب: و قد أوردت جملا من الطرق إلى هذه
المصنّفات[2] و الاصول،
و لتفصيل ذلك شرح يطول و هو مذكور في الفهارس المصنفة في هذا الباب للشيوخ رحمه
اللّه من إراده أخذه من هناك إن شاء اللّه، و قد ذكرنا نحن مستوفي في كتاب فهرست
الشّيعة، انتهى.
الثالث:
إحالة الشّيخ الطالبين في بقية أسانيد روايات التهذيب إلى الطرق المذكورة في
الفهرست تعطينا إنّ الطرق في الفهرست ليست على منهاج واحد و منوال فارد، بل قسم
منها لمجرّد الإخبار بأسامي الكتب و انتسابها إلى مؤلّفيها، و قسم منها مقترن
بمناولة الكتب، أو نقل رواياتها، و هو كتب من روي الشّيخ عنهم في التهذيب.
[1] . يقصد المؤلف سنة الطبع: صفر المظفر لعام 1420 ه.
[2] . الظاهر أنّ مراد الشّيخ من المصنّفات، و الكتب
معنى واحد مقابل الاصول.