الظاهر من الرّوايات المقابلة
للكتب هي الرّوايات المنقولة[1] عن الأئمّة عليهم السّلام
المكتوبة في الكتب، فهي جزء من الكتب، و إنّما يخصّها الشّيخ بالذكر اهتماما لها؟
و لأنّ وجدان الرّوايات في الكتب المختلفة هو شغل الشّيخ المهم، فيكون عطفها على
الكتاب من عطف الجزء على الكلّ.
و
معنى الجملة: أخبرنا بكتبه و رواياته المذكورة في كتبه فلان ... و أيّا ما كان
مراد الشّيخ من الإخبار بالروايات لا ثمرة عملية له، بعد بناء الشّيخ في التهذيب
على عدم الرواية من الأشخاص، فإنّه يروي عن الكتب و الاصول دائما.
و
إليك بعض الموارد في كلامه لمجرّد الإيضاح و الإطلاع:
1.
هارون بن مسلم له روايات عن رجال الصّادق عليه السّلام ذكر ذلك ابن بطة، عن أبي
عبد اللّه محمّد بن أبي القاسم عنه. و أخبرنا ابن أبي جيد، عن ابن الوليد عن عبد
اللّه بن جعفر الحميري عنه.[2]
أقول:
لا
دلالّة في هذه العبارة على وصول تلك الرّوايات إلى الشّيخ تفصيلا، سواء فرضناها
محفوظة غير مكتوبة، أو مكتوبة في الكتاب، أو في وريقات قليلة لم يصدق عليها كتاب،
و هذا الوجه جار في مطلق الموارد الّتي أخبر شيوخ الشّيخ الطوسي رحمه اللّه
بروايات أرباب المصنّفات و الاصول (أخبرنا بكتبه و رواياته) و هذا الاحتمال كما
اخترناه سابقا هو الأظهر، لبعد حفظ جميع ناقلي الأسناد تلك الرّوايات، و عدم
كتابتها من قبل أحد من الرّواة إلى أن وصلت إلى الشّيخ رحمه اللّه.
2.
أحمد بن عبد اللّه بن مهران ... و ما ظهر له رواية و صنّف كتاب التأديب، و هو كتاب
يوم و ليلة.[3]
3.
أحمد بن محمّد بن عمر ... صنّف كتبا منها ... أخبرنا بجميع رواياته أبو طالب بن
غرور عنه[4] و مثله في
ترجمة أحمد بن إدريس.[5]
[1] . يظهر من الشيخ مغائرة الحديث و الرواية، فقي
ترجمة الحسن بن علي بن فضّال: ثقه في الحديث و في رواياته. و لعلّه مجرّد تفنن في
التعبير. أو الحديث، اعم من الرّواية و أنه بمعناه المصدري و يحتمل العكس احتمالا
مرجوحا فى كلام الشيخ رحمه اللّه.