أقول:
الآيات التى تستدل على إخراج الأموات من الأرض بإخراج النباتات و إحياء المزروعات
البائدة فى فصل الربيع و الصيف إنما عرف تمام حكمته فى عصر العلم. و تدليل القرآن
و تشبيهه عود الأموات بها و المقائسة بينهما فى عصر نزول القرآن ربما يشبه المعجزة
العلمية.
نعم
الحياة طول الشتاء مخفية فى ذرّات اصول النباتات وحبوبها الموجودة فى عمق التراب و
هى نائمة و الخليات النائمة تنتظر بين الاصول و الحبوبات لنفخ الصور فى الربيع و
رطوبة الأرض من المطر مثلًا و حرارة الأرض فتستيقظ من نومها قهراً فيخرج من الأرض
بشكل المزروع من الأوراق و الأوراد و سائر الزروع. فكذلك الحياة مخفية فى ذرّات
بدن الإنسان حتى تساعد البيئة على إخراجها بعد نفخ الصور الثانى فيقوم الناس لرب
العالمين.
لا
يقال: التدليل أو التشبيه المذكور غير تام، إذ لا موت فى الطبيعة بل أكثر ما فيها
النوم و عدم الحركة و المحقق فى الإنسان الموت؟
فإنه
يقال: تستخدم خلية واحدة حية من نبات التربة الفاقدة للحياة و ما فيها بضميمة
المياه و بعض العناصر، فتصير الخلية المذكور موجودات مزروعة جميلة حية؟ ففى
الطبيعة إحياء بعد موت. على أنّ كل ذرة و خلية من البدن تصير واجدة لأهلية الحياة
اذا تعلق بمجموعها الروح النباتى و الحيوانى، ثم اذا تعلق بها النفس الناظقة تصير حيّة
بالحياة الانسانية.
نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 39