responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنز الدعاء نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 239

بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ، وإن كانَ جُرمي قَد أخافَني مِن عُقوبَتِكَ، فَإِنَّ رَجائي قَد أشعَرَني بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِكَ، وإن كانَ ذَنبي قَد عَرَّضَني لِعِقابِكَ، فَقَد آذَنَني حُسنُ ثِقَتي بِثَوابِكَ، وإن أنامَتنِي الغَفلَةُ عَنِ الاستِعدادِ لِلِقائِكَ، فَقَد نَبَّهَتنِي المَعرِفَةُ بِكَرَمِكَ وآلائِكَ، وإن أوحَشَ ما بَيني وبَينَكَ فَرطُ العِصيانِ وَالطُّغيانِ، فَقَد آنَسَني بُشرَى الغُفرانِ وَالرِّضوانِ.

أسأَ لُكَ بِسُبُحاتِ‌[1] وَجهِكَ وبِأَنوارِ قُدسِكَ، وأَبتَهِلُ إلَيكَ بِعَواطِفِ رَحمَتِكَ ولَطائِفِ بِرِّكَ، أن تُحَقِّقَ ظَنّي بِما اؤَمِّلُهُ مِن جَزيلِ إكرامِكَ وجَميلِ إنعامِكَ، فِي القُربى‌ مِنكَ وَالزُّلفى‌ لَدَيكَ، وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إلَيكَ، وها أنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ‌[2] رَوحِكَ وعَطفِكَ، ومُنتَجِعٌ‌[3] غَيثَ جودِكَ ولُطفِكَ، فارٌّ مِن سَخَطِكَ إلى‌ رِضاكَ، هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ، راجٍ أحسَنَ ما لَدَيكَ، مُعَوِّلٌ عَلى‌ مَواهِبِكَ، مُفتَقِرٌ إلى‌ رِعايَتِكَ.

إلهي! ما بَدَأتَ بِهِ مِن فَضلِكَ فَتَمِّمهُ، وما وَهَبتَ لي مِن كَرَمِكَ فَلا تَسلُبهُ، وما سَتَرتَهُ عَلَيَّ بِحِلمِكَ فَلا تَهتِكهُ، وما عَلِمتَهُ مِن قَبيحِ فِعلي فَاغفِرهُ.

إلهِي! استَشفَعتُ بِكَ إلَيكَ، وَاستَجَرتُ بِكَ مِنكَ، أتَيتُكَ طامِعاً في إحسانِكَ، راغِباً فِي امتِنانِكَ، مُستَسقِياً وابِلَ طَولِكَ، مُستَمطِراً غَمامَ فَضلِكَ، طالِباً مَرضاتَكَ، قاصِداً جَنابَكَ، وارِداً شَريعَةَ رِفدِكَ، مُلتَمِساً سَنِيَّ الخَيراتِ مِن عِندِكَ، وافِداً إلى‌ حَضرَةِ جَمالِكَ، مُريداً وَجهَكَ، طارِقاً بابَكَ، مُستَكيناً لِعَظَمَتِكَ وجَلالِكَ، فَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ مِنَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ، ولا تَفعَل بي ما أنَا أهلُهُ مِنَ العَذابِ وَالنَّقِمَةِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.[4]


[1]. سُبُحاتُ اللَّه: جَلالُه وعَظَمتُه ... وقيل: سبحات الوجه، محاسنه( النهاية: ج 2 ص 332« سبح»).

[2]. النفحةُ: هي الدفعة من الشي‌ء دون مُعظمة، وقيل: قطعة منه( مجمع البحرين: ج 3 ص 1808« نفح).

[3]. التَنَجُّعُ: طلب الكلأ ومساقط الغيث( النهاية: ج 5 ص 22« نجع»).

[4]. بحار الأنوار: ج 94 ص 145 نقلًا عن بعض كتب الأصحاب.

نام کتاب : كنز الدعاء نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست