responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف قرآنيه نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 69

وأهل بيته الطاهرين(ع) كان لهم ميزةٌ أنهم كانوا أفصَحَ الناسِ في زمانِهم.

رسولُ الله(ص) وهو «أفصحُ من نَطَقَ بالضاد بيد أنه من قُريش» وهو الذي يتحدث عن نفسه بقوله «أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِم» وهي كلماتٌ قصيرة وقليلة لكن تحوي مجاميعَ عظيمة من المعاني. هذا رسول الله(ص) وأما أمير المؤمنين(ع) فيكيفك قولُ مُحارِبِه فيه وهو معاوية «ما سَنَّ الفصاحةَ لِقريشٍ غيرُه» يقولون إنه عندما خرج محفن ابنُ أبي محفن الضبي وقد كان عندهُ بعضُ الانحرافات في الكوفة، فأمير المؤمنين(ع) عاقبهُ بما يستحِق، فغضب وانسل في الليل إلى الشام ودخل على معاوية فقال له «جِئتُكَ من عندِ أعيا الناس» أعيا يعني أعجزهم عن الكلام فقال له معاوية «من تعني؟» قال «أعني ابن أبي طالب» فقال له: ويحك كيف يكون أعيا الناس فواللهِ ما سنَّ الفصاحةَ لقريشٍ غيرُه»[1].

وقد نقل ـ في بعض الكتب ـ أن الامام عليًا(ع) مرَّ على جماعةٍ يتحدثون في مسجد الكوفة عن أكثرِ الحروفِ ترددًا في كلام العرب وهو الألف والنُقطة، هل تستطيع الكلام بدونها؟ فإذا بأمير المؤمنين(ع) يقف أمامهم ويخطُبُ خُطبةً كاملةً في مباحثٍ عاليةٍ من التوحيد وبعثة رسول الله(ص) وليس فيها ألِفٌ واحدة، انتهى منها وبدأ في خُطبةٍ على غراراها ومنوالها لا يوجد فيها نقطةٌ واحدة. ولم يكن كلاماً عادياً، بل كانت مباحثَ دقيقة مرتبة في مسائل علمية من توحيد الله وبعثة النبي(ص)، لو حاولَ شخصٌ القيامَ بذلك لاضطر للجلوس فترةً في المنزل ومحاولة التصحيح والإعادة والتغيير ولن يستطيع أن يأتي بمثلها أيضا. فهذه فصاحةٌ وبلاغة.

لولا أن اللغة العربية فيها هذه المساحة أيضًا لما أمكن ذلك، فالإمام (ع) لم يأت بألفاظ وكلماتٍ من خارج اللغة، وإنما اللغة العربية فيها هذه الإمكانية والسعة،


[1] ابن أبي الحديد؛ عبد الحميد: شرح نهج البلاغة 1/ المقدمة

نام کتاب : معارف قرآنيه نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست