responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 96

ى‌

دعوهم إليه.

والظّاهر أنّ ذلك قد كان في بيت النّبيّ (ص) نفسه؛ لأنّ عليّاً (ع) كان عند رسول الله (ص) في بيته على ما يظهر، و قد كان بإمكانه (ص) أن يطلب من خديجة أن تصنع لهم الطّعام، هذا مع وجود آخرين، اكثر وجاهة و معروفيّة من علي (ع) كأبي طالب، و كجعفر الّذي كان يكبر عليّاً في العمر، و غيرهما ممّن يمكن أن يستفيد من نفوذه و شخصيّته في التأثير على الحاضرين، و لكنّه قد اختار عليّاً بالذّات ليتفادي أي إحراج يبعد القضيّة عن مجالها الطّبيعي، الّذي يرتكز على القناعة الفكريّة و الوجدانّية بالدّرجة الأولى؛ و لأنّ عليّاً و إن كان حينئذٍ صغير السنّ، إلّا أنّه كان في الواقع كبيراً في عقله و في فضائله و ملكاته؛ كبيراً في روحه و نفسه؛ كبيراً في آماله و أهدافه؛ و لا أدلَّ على ذلك من كونه هو المجيب للرّسول دون كلّ من حضر، ليؤازره و يعاونه على هذا الأمر.

و قد رآه النّبيّ (ص) منذئِذٍ أهلًا لأن يكون أخاه و وصيّه و خليفته من بعده، و هي الدّرجة الّتي قصرت همم الرجال عن أن تنالها، بل و حتّى عن أن يدخل في وهمها، أن تصل ولو في يومٍ ما إليها و تحصل عليها.

ولكن عليّاً كان منذ نعومة أظفاره هو السّباق إليها دون كلّ أحدٍ، لأنّه عاش في كنف الرّسول و كان (ص) كفيله و مربّيه، و كان يبرد له الطّعام، و يشمّة عرفه، و كان يتّبع الرّسول اتّباع الفصيل أثر امّه، و كان كأنّه ولده.

«ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.»[1]

ج. موقف أبي طالب (ع)

و أمّا أبوطالب (ع) فكان موقفه الرّاعي لهذا الأمر، و المحامي عنه، و الحريص عليه. و كان يعلم أنّه لم يكن هو المقصود بهذا الخطاب؛ لأنّه لم يكن يرى أنّه يعيش إلى ما بعد وفاة النّبيّ (ص) ليكون وصيّه و وزيره و خليفته من بعده.


[1]. الجمعه: 4.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست